ثم تهانف، وراح يبكي.
ربما يكون قد نجا من الموت لحظتها، لكنني أشك فعليا في نجاته من اعتلال العضلة القلبية بعد هذه الخبرة.
ابتسم «سعادتك » في رضا. بعد كل هذه السنوات كون نظريته الخاصة أن كل الناس ضعفاء، جبناء، مهما تظاهروا بغير ذلك.
ففي النهاية، مهما بدوا أقوياء، صامتين، متحدين، صلبين، متظاهرين بالبطولة، فإنهم يولولون كالنساء، وتنطلق ألسنتهم في سخاء بين يديه.
يعرف كيف يدفع الشخص إلى ذلك الحد الفاصل بين الحياة والموت مرارا مع إرهاقه جسديا، حتى يجعله يشتهي الموت ولا يناله، وهي خبرة محطمة للأعصاب فعلا، والنتيجة ألا أحد يستطيع مواصلة الصمود، كلهم ينهارون في النهاية.
قال، وهو يدور حول «عمار» في بطء بينما يداه لا تزالان معقودتين خلف ظهره، ليمنح نفسه ذلك التأثير بالسيطرة المطلقة الذي يحبه كثيرا (رآه في أحد الأفلام الهندية): «لدي كل اليوم لهذا. هلم تكلم يا فتى.»
سمع صوت «عمار» يهمهم بصوت خفيض غير مفهوم، ورأسه مائل على صدره، فقرب رأسه منه، وهو ينحني عليه نصف انحناءة. - «ماذا تقول؟»
ببطء يرفع «عمار» وجهه إليه، وهو ينظر له بعينين لا تريان، ومن هذا القرب بدا له وجهه بشعا للغاية، مع كل هذا التورم في عينيه وجبهته وشفتيه، والدماء التي تسيل عليه. وراح يردد بصوت واهن:
أن سيفان سيفك
صوتان صوتك،
Halaman tidak diketahui