وفي يوم الخميس السابق لها وردتني مكالمة هاتفية من «عمار».
قال لي إنهم يحشدون ليوم الجمعة، وإنهم سيتجمعون في ميدان الرابطة في شمبات، كان يبدو قلقا متوترا من نبرة صوته، وطلب مني أن أوصل رسالة خاصة ل «هبة»؛ لأن هاتفها لا يعمل منذ أيام، وأنه يشعر أنها تتجنبه.
كان منزعجا للغاية، شعرت أن هنالك شيئا ما يدور ولا أفهمه.
طلب مني كذلك أن أخبر الزملاء في السكن الداخلي أن يساندوا إخوانهم يوم غد، وأن يلتحقوا بهم في الميدان.
أغلقت الهاتف متوجسا، كنت أتمنى ألا يتصل بي أو يظهر مجددا، لا أريد أن أخوض مثل هذا الصراع مع نفسي.
هل أبلغهم بمكان وجوده غدا؟ كل ذرة من جسدي تصرخ رفضا.
ماذا لو قاموا بتنفيذ تهديدهم فعلا، وحصل مكروه ما لأمي وأخي؟ لن أستطيع العيش مع نفسي مجددا.
ظللت طيلة الليل أتقلب في فراشي وأفكر في الذي سأفعله، وعندما بدأ ضوء شمس الصباح يتسرب من الخارج، كنت قد حسمت أمري.
قلت للضابط بالهاتف إنني أعرف مكانه، وإنني أريد ضمانات أنهم سيتركونني وشأني بعد هذا، ولن يمسوا أحدا من أسرتي بسوء.
قال لي في إخلاص: إنهم لا يهتمون بي أو بأسرتي، لا يريدون سوى «عمار». قال لي إنني أفعل الصواب، وأخدم بلدي كأي مواطن صالح.
Halaman tidak diketahui