باعتبارهما أعمالا تبشر بالعصر الجديد، كما أنها ترى في احتفالات التعميد في نهاية المسرحية انعكاسا لروح الاحتفال بزواج الأميرة الصغيرة إليزابيث، على نحو ما فعل فوكس
Foakes
في مقدمته الطويلة، وهي تقدم أدلة تاريخية لا شك فيها على اهتمام القراء ورواد المسرح بهذا الزواج، وإحساس العامة في مطلع القرن السابع عشر بالتغيرات التي أتى بها النظام الجديد، وتعلق آمال الكثيرين بازدهار الإصلاح البروتستانتي في العهد الجديد، واعتبارهم أن الأمير هنري الصغير (أحد أحفاد هنري الثامن) لو تولى الملك فسوف يواصل جهود أسلافه المصلحين، ولكنه توفي في سن مبكرة. وهي تري محقة أن المسرحية تمثل تحقيقا دراميا لرؤية التاريخ الإنجليزي باعتباره صراعا بين سلطة الملك وسلطة البابا «والسلطة الأولى قرينة العدالة والنظام والسلم، بينما تجر السلطة الثانية في أعقابها الظلم والحروب» (ص70). وأعتقد أن الاتجاه الحديث بصفة عامة يؤكد ويؤيد الربط بين نظرة فرانسيس ييتس إلى المسرحية في إطارها التاريخي وبين نظرة فوكس
Foakes
إليها باعتبارها بناء دراميا له منطقه الذي يرهص بالنظام الجديد.
وقد سبق أن أشرنا إلى ما ذكره ليجات في هذا الصدد، ونضيف اتجاها جديدا في النظر إلى المسرحية باعتبارها مزيجا من مسرحية القصر الغنائية الراقصة أو ما يسمى
court masque
وبين الرومانس، وأهم الكتب الحديثة في هذا الصدد تستلهم مقالا كتبه ج. د. كوكس في مجلة التاريخ الأدبي الإنجليزي
ELH ، العدد 45، عام 1978م، بعنوان «هنري الثامن ومسرحية القصر الغنائية»، الذي يلتقط فيه الخيط من كتاب الأستاذ ستيفن أورجيل
Stephen Orgel
Halaman tidak diketahui