38

Haz al-Ghlasim fi Ifham al-Mukhasim 'ind Jaryan al-Nadhar fi Ahkam al-Qadar

حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

Penyiasat

عبد الله عمر البارودي

Penerbit

مؤسسة الكتب الثقافية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1405 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

وَلَقَد ورد فِي الْأَخْبَار أَن قدريا حضر عِنْد ابْن عَبَّاس ﵁ وَهُوَ يتَكَلَّم فِي تَفْسِير الْقُرْآن وَالنَّاس يسألونه فَقَالَ يَا ابْن عَبَّاس لي مولى هُوَ قَادر على هدايتي وعصمتي وتوفيقي وإرشادي فَمَنَعَنِي الْهِدَايَة والعصمة والتوفيق والارشاد أَلَيْسَ قد ظَلَمَنِي وأساء إِلَيّ فتفطن لَهُ ابْن عَبَّاس فَقَالَ مُوَافقا لجَعْفَر الصَّادِق ﵄ فِي جَوَابه للقدري الَّذِي قَالَ لَهُ تَعَالَى الله أَن يخلق الْفَحْشَاء الْخَبَر الَّذِي قدمْنَاهُ فِي صدر الْكتاب يَا هَذَا إِن مَنعك مَوْلَاك الْهِدَايَة والعصمة والتوفيق والارشاد وَهِي حق وَجب لَك فقد ظلم وأساء وَإِن كَانَت الْهِدَايَة والارشاد والعصمة والتوفيق حَقًا لَهُ فَإِنَّهُ يخْتَص برحمته من يَشَاء وفيهَا ﴿أتريدون أَن تهدوا من أضلّ الله وَمن يضلل الله فَلَنْ تَجِد لَهُ سَبِيلا﴾ وَلَا أحد يضل نَفسه وَلَا يضله غَيره من المخلوقين وَإِنَّمَا المضل الْهَادِي هُوَ الله وَحده دون جَمِيع خلقه من الانس وَالْجِنّ وَالْمَلَائِكَة وَالشَّيَاطِين وَسَائِر الْخلق أَجْمَعِينَ وَمن نسب إِلَيْهِ مِنْهُم ضلال فَإِنَّمَا نسب إِلَيْهِ مجَازًا لَا حَقِيقَة إِذْ كَانَ هُوَ السَّبَب الظَّاهِر لِلْخلقِ كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿فَإنَّا قد فتنا قَوْمك من بعْدك وأضلهم السامري﴾ وفيهَا ﴿وَلَوْلَا فضل الله عَلَيْك وَرَحمته لهمت طَائِفَة مِنْهُم أَن يضلوك وَمَا يضلون إِلَّا أنفسهم وَمَا يضرونك من شَيْء﴾ سُورَة الْمَائِدَة من ذَلِك قَوْله تَعَالَى ﴿وَمن يرد الله فتنته فَلَنْ تملك لَهُ من الله شَيْئا﴾ جَاءَ فِي التَّفْسِير إضلاله ﴿أُولَئِكَ الَّذين لم يرد الله أَن يطهر قُلُوبهم﴾

1 / 55