20

Haz al-Ghlasim fi Ifham al-Mukhasim 'ind Jaryan al-Nadhar fi Ahkam al-Qadar

حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

Penyiasat

عبد الله عمر البارودي

Penerbit

مؤسسة الكتب الثقافية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1405 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

فَقَالَ الْعَارِف وَأَنا عصيت وَأَنا اجترأت وَأَنا خَالَفت فَسمع هاتفا يَقُول وَأَنا سترت وَأَنا صفحت وَأَنا غفرت فَافْهَم هَذَا السِّرّ فَإِنَّهُ لَا يعقله إِلَّا الْعَالمُونَ أَعنِي هَذَا وَمَا قَدمته من أَنه يتَصَرَّف فِي أَفعَال خلقه كَيفَ يَشَاء ﴿لَا يسْأَل عَمَّا يفعل وهم يسْأَلُون﴾ فَإِنَّهُ قيل إِنَّه لَا يَلِيق بإلهيته وعدله وجوده أَن أَن يعذب خلقه لأجل مَا فعله فيهم من الاضلال وَالْكفْر والعصيان وَقد قَالَ ﴿إِن الله لَا يظلم مِثْقَال ذرة وَإِن تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا﴾ فَالْجَوَاب أَن تَقول من هَهُنَا غلطتم وظننتم أَن الله يعذب خلقه بكفرهم ومعاصيهم وَنحن نقُول أَنه لَا يُعَاقب وَلَا يعذب إِلَّا بِحَق الْملك وَجعل الْكفْر والعصيان عَلامَة على الْكَافِر والعاصي ولتصح الْمُعَامَلَة بَين الْمُؤمنِينَ والكافرين فيوالي أولياءه ويعادي أعداءه ويجاهد الْكفَّار ويعز الْمُؤمنِينَ كَمَا وصف أَصْحَاب نبيه ﵇ فَقَالَ تَعَالَى ﴿أَذِلَّة على الْمُؤمنِينَ أعزة على الْكَافرين﴾ ﴿أشداء على الْكفَّار رحماء بَينهم﴾ وَتَصِح المناكحة والموارثة والعيادة والموادة وَسَائِر معاملات الشَّرْع فَاعْلَم ذَلِك وَالدَّلِيل على أَن الله سُبْحَانَهُ لَا يعذبهم إِلَّا بِكَوْنِهِ عبيده وَملكه قَول عِيسَى ﷺ فِيمَا حَكَاهُ الله عَنهُ إِذْ يَقُول ﴿إِن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك﴾ وَلم يقل عصوك وَانْظُر

1 / 36