الجنّ، وذهبوا إلى الحديث: أنهم إنما كرهوا الصلاة في أعطان الإبل لأنها خلقت من أعناق الشياطين «١» فجعلوا المثل والمجاز على غير جهته. وقال ابن ميّادة: [من الطويل]
فلما أتاني ما تقول محارب ... تغنّت شياطين وجنّ جنونها «٢»
قال الأصمعي المأثور من السيوف الذي يقال: إنّ الجنّ عملته «٣» .
١٢٠-[القول في الشيطان]
وهم يسمّون الكبر والخنزوانة والنّعرة التي تضاف إلى أنف المتكبّر شيطانا، قال عمر: حتّى أنزع شيطانه، كما قال: «حتى أنزع النّعرة التي في أنفه» «٤» . ويسمّون الحيّة إذا كانت داهية منها شيطانا، وهو قولهم: شيطان الحماطة «٥» . قال الشاعر:
[من الطويل]
تعالج مثنى حضرميّ كأنه ... تعمّج شيطان بذي خروع قفر «٦»
شبّه الزّمام بالحيّة. وعلى مثل ذلك قال الشاعر: [من الطويل]
شناحية فيها شناح كأنها ... حباب بكف الشأو من أسطع حشر «٧»
والحباب: الحية الذكر، وكذلك الأيم «٨» . وقد نهي عن الصلاة عند غيبوبة الشمس، وعند طلوع القرص إلى أن يتتامّ ذلك. وفي الحديث: «إنّها تطلع بين قرني شيطان» «٩» .