قالت: «لقد حل المساء.»
قالت جريتا إن المساء لم يحل بعد، وإن عليهم أن يسيروا حتى نهاية النفق حيث إنهم قد نزلوا الآن من القطار. وأضافت أن عليهم بعد ذلك صعود أحد الدروج، أو ربما استخدام سلم متحرك لينفذوا إلى أحد المباني الكبيرة، ومنه إلى الخارج حيث سيستقلون إحدى سيارات الأجرة، التي كانت ستقلهم إلى منزلهم. كانوا سيذهبون إلى منزلهم الجديد حيث سيعيشون فيه لفترة من الوقت، وبعدها يعودون إلى منزلهم الحقيقي.
صعدوا ممرا منحدرا، ومنه إلى سلم متحرك. انتظرت كاتي ولم تصعد السلم المتحرك وكذلك فعلت جريتا حتى لحق بهم آخرون. صعدت جريتا السلم المتحرك حاملة كاتي فوق إحدى وركيها، وممسكة حقيبتها باليد الأخرى، التي أخذت تتمايل وتهتز فوق خطوات السلم المتحركة. وعندما وصلا إلى أعلى السلم، أنزلت جريتا كاتي على الأرض وأمسكت بيدها مرة أخرى، وذلك في الضوء الساطع الفخم لمحطة تورونتو الرئيسية.
راح الركاب الذين يتقدمونهم يغادرون المحطة أو يتلفتون حولهم بحثا عمن ينتظرونهم، أو من ينادون أسماءهم، أو ببساطة من يقترب منهم ليحمل عنهم حقائبهم.
اقترب منهما شخص وحمل حقيبتهما؛ حملها وطوق جريتا بذراعيه وقبلها للمرة الأولى بلهفة واحتفاء شديدين.
كان هاريس.
انتابتها صدمة في بادئ الأمر، ثم ارتباك شديد واهتياج عاطفي قوي.
حاولت أن تقبض على يد كاتي، لكن في تلك اللحظة ابتعدت الطفلة وتحررت من قبضتها.
لم تحاول الهرب؛ وقفت تنتظر فحسب ما سيحدث بعد ذلك.
أمندسون
Halaman tidak diketahui