قالت بغرور بعد أن انتهت من الضحك: «إنني أتحدث بوجه عام.» «وأنا أيضا.»
قد يتهافت عليها أحد صائدي الفرص ويوقعها في شباكه؛ ربما يكون أحد المصريين أو غيرهم. كانت تتسم بالجرأة والسلوك الطفولي في نفس الوقت؛ إنها قد تأسر أي رجل في البداية، لكن فيما بعد ستصبح صراحتها ورضاها عن نفسها، إن صح ذلك، مصدر إزعاج له. لكن بالطبع هناك أموالها، وبالنسبة إلى بعض الرجال لن تكون حينها أي من هذه الأشياء مصدر إزعاج لهم على الإطلاق.
قالت: «يجب ألا تذكر أي شيء يتعلق برجلي أمام أبي وإلا فسيغضب غضبا شديدا؛ فلقد فصل ذات مرة ليس فقط طفلا تعمد إغاظتي، بل عائلته بأسرها؛ أعني حتى أقاربه.» •••
أرسلت من مصر عدة بطاقات بريدية غريبة على عنوان شركته، وليس منزله. وهذا طبيعي بالقطع؛ فكيف كان لها أن تعرف عنوان منزله؟
ولم تحمل هذه الكروت صورا لهرم واحد من الأهرامات، أو حتى صورة لأبي الهول.
لكن كان أحدها يحمل بدلا من ذلك صورة لصخرة جبل طارق وبجوارها تعليق يشير إلى أنها صورة لهرم منهار، وكان هناك آخر يحتوي على منظر لحقول ممتدة يغلب عليها اللون البني الداكن، والرب وحده يعلم أين مكانها، وكتب عليها: «بحر الظلمات.» كانت توجد رسالة أخرى مكتوبة بخط صغير تقول: «العدسة المكبرة متوافرة، أرسل النقود.» ولحسن الحظ لم يلحظ أيا من تلك البطاقات أحد في المكتب.
لم يكن ينوي أن يرد على تلك الرسالة، بيد أنه فعل وقال: «العدسة المكبرة معيبة، نرجو رد النقود.»
قاد سيارته إلى بلدتها من أجل القيام بعملية فحص غير ضرورية لبرج الكنيسة، وهو يعلم أنها قد عادت من بلد الأهرامات، لكنه لم يدر إن كانت في منزلها أم خرجت في نزهة قصيرة.
لقد كانت في المنزل، وستمكث به لبعض الوقت؛ فقد أصيب والدها بسكتة دماغية.
لكن لم يكن هناك الكثير من الأشياء لتفعلها في حقيقة الأمر؛ فهناك ممرضة تأتي إلى المنزل يوما بعد يوم، وكان ثمة فتاة تدعى ليليان وولف مسئولة عن إيقاد النار التي دائما ما كانت تشعل عندما يصل هاورد، وبالطبع كانت لها مهام منزلية أخرى. أما كوري نفسها فلم يكن باستطاعتها إشعال النيران بصورة صحيحة، أو إعداد وجبة من الوجبات، وهي لا تستطيع كذلك النسخ على الآلة الكاتبة، أو قيادة السيارة، حتى مع وجود حذاء خاص لمعاونتها في ذلك. عندما وصل هاورد تولى أمور المنزل؛ فقد اعتنى بمسألة إيقاد النيران وتحمل مسئولية العديد من الأشياء الأخرى في المنزل، حتى إنهم اصطحبوه لرؤية والد كوري، إن كانت حالة الرجل تسمح بذلك.
Halaman tidak diketahui