Kehidupan dan Gerakan Pemikiran di Britain
الحياة والحركة الفكرية في بريطانيا
Genre-genre
وراقت هذه الموضوعات رجال التربية والتعليم، فسارعوا إلى تضمينها برامج التثقيف في المدارس على أنها عنصر رئيسي في مناهج التعليم المدرسي يبذل الأساتذة جهدهم في بث هذه النظريات في أنفس أبنائهم، وغرس أصولها في عقولهم من طرق شتى.
التمسوا في سبيل ذلك الكتب الملأى بالنصائح والمثل العليا، والمؤلفات الفياضة بالقصص التاريخية والخيالية، والمصنفات المحتوية رسالة الكتب السماوية في الأخلاق، ملتمسة في ذلك الحض والترغيب تارة، والوعيد والتخويف تارة أخرى.
وكان الرأي الأساسي في هذا الموضوع أن يزود النشء بهذه الدروس النظرية الأخلاقية؛ حتى إذا أكمل الفتى دراسته وأوشك أن يدخل ميدان الحياة، أفاد مما تلقن من هذه الدراسات العقلية، واستطاع أن يطبقهما على شئون الحياة تطبيقا عمليا.
جاء الإنجليز أيها السادة آخر الأمر، وكانوا قد أخذوا بما أخذت به مدارس غيرهم من البلاد، متبعين نفس الطريق، طريق الكتاب والمدرس في تلقين أصول الأخلاق للنشء، جاء الإنجليز وهم قوم عمليون طبعوا على تبسيط الطرق ليسهل إدراك الغايات، وفاجئوا العالم المتمدن باكتشاف جديد في هذا الموضوع، اكتشاف ما أكاد أسميه علما جديدا، وما يسميه آخرون فتحا جديدا في عالم التربية القومية، ذلك هو تطبيق أصول الأخلاق منذ الصغر تطبيقا عمليا على شئون الحياة، متخذين من ميدان الألعاب الرياضية الحقل التجريبي لهذا الإعداد النفسي الشاق.
ولقد هداهم إلى هذا الاكتشاف أمران:
أولهما:
قلة ما رأوا من فوائد إيجابية للدراسات الأخلاقية النظرية، فالآخذ بها يكاد ينساها عندما يصدم بالصخرة الأولى من صخور الحياة.
ثانيهما:
أن نفس النشء الصغير لينة كقطعة العجين صالحة أيما صلاح للتأثر، وهي في تلك السن المبكرة بكل ما يراد لها أن تتأثر له وللتشكل على كل ما يحب لها أن تتشكل عليه، فإن أنت أردتها شيطانا فهي شيطان، وإن أنت أحببت أن تكون ملكا فهي ملك.
آثر الإنجليز إذن أن تدرس الأخلاق دراسة عملية منذ الصغر، واتخذوا ميدان الألعاب الرياضية ليكون الحقل التدريبي لهذه الدراسة الأخلاقية، وبذلك اختصروا طريقا طويلة ووفروا سنين عدة، ومكنوا لأبنائهم إذا خرجوا من أبواب المدارس ليدخلوا أبواب الحياة أن يكونوا مزودين سلفا بالسلاح الذي يخوضون به غمار الحياة، سلاح الأخلاق، وهو - كما قلت - أقوى الأسلحة وأمضاها.
Halaman tidak diketahui