Hayat Sharq
حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره
Genre-genre
إما أن يحضر مبارك إلى إصطامبول ويقبل عضوية في مجلس شورى الدولة. (2)
وإما أن يسافر إلى بلد يختاره وترسل إليه الدولة معاشا مدى الحياة. (3)
وإذا عصى الأمرين فإن الدولة تجرد جيشا لمحاربته.
قد تقول إن هذا ليس عقاب قاتل، ولكنه في الحقيقة عقاب لأنه حرمان المجرم من ثمرة الجريمة وخلعه من العرش الذي طمع فيه واستولى عليه بالغدر والدم.
ولكن عزيمة مبارك لم تقف عند هذا الحد، ولم ييئس من النجاة، فاستجمع إرادته وقصد الوكيل السياسي الإنجليزي في أبي شهر وهو يعد حاكم الخليج الأكبر.
وأنت ترى أن مباركا يحب العلا في كل شيء، فقد قصد رجب باشا والي بغداد وخصومه لجئوا إلى والي البصرة، وعندما لجأ خصومه إلى قنصل البصرة لجأ هو إلى الوكيل العام في الخليج الفارسي وهو أكبر شأنا من قنصل البصرة.
لقد انتصرت إنجلترا على يد قنصلها بالبصرة وأرغمت الدولة على الشروع في معاقبة مبارك. ولكن إنجلترا نفسها وجدت فرصة سانحة بالتجاء مبارك إلى وكيلها في الخليج، وهي يهمها أمران: أن تخذل تركيا أمام العرب وترجع في كلمتها، وأن يبقى على عرش الكويت رجل يكون لإنجلترا عليه يد كما قدمنا.
أوعزت إنجلترا إلى تركيا أن تضغط على مبارك وتكشر له عن أنيابها حتى أيقن مبارك أنه فقد أسباب النجاة، فالتجأ إلى إنجلترا فلبت طلبه وأكرمته وغسلت يديه الملطختين بدماء أخويه وطيبت خاطره، ولا يعلم إلا الله ماذا جرى بين رئيس الخليج وبين مبارك، ولعله ليس بأقل مما جرى بين مفستوفيليس وفوست الشهير، ضمنت له إنجلترا الحياة والملك وعاهدها على العبودية والولاء.
وعندما وصل المركب الحربي العثماني إلى الكويت يقل نقيب البصرة وبعض موظفي الدولة حاملين الأمر العالي الهمايوني وهم يصممون على تنفيذه، جاء مركب حربي آخر ينقذ الشيخ مبارك ويطرد المركب العثماني من مياه الكويت.
وكان هذا المركب الآخر يحمل راية «يونيون جاك» وشعاره: فرقي يا بريطانيا وسودي!
Halaman tidak diketahui