Hayat Sharq
حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره
Genre-genre
يجود بالنفيس
يدق هام خسيس
بشجاعة وحمية
يشعل نار الحرب
لدق عنق الكلب
ونيل عز العرب
من أمة تركية
ومما ساعد على اشتعال النار بين العرب والترك الاتحاديين أنه لما تألف حزب الائتلاف، وهو حزب تركي ينازع الاتحاديين السلطة حبا في المناصب ورئيسه الكولونيل صدقي بك (ويعيش الآن في رومانيا)؛ أفضى الائتلافيون بأسرار الاتحاديين للعرب وأطلعوهم على خططهم نكاية في الاتحاديين وحبا في الانتقام منهم.
وفي تلك الظروف السيئة المشئومة أعلنت الحرب البلقانية وهي الهجوم الصليبي الأخير على الدولة العثمانية. وقد كانت أسباب هذه الحرب خافية على المعاصرين وظنوها جاءت مصادفة، والحقيقة أنها كانت مدبرة من جهتين كما أثبتته مباحث المؤرخين الأولى: روسيا التي شعرت بقوة الحركة الطورانية وخشيت عاقبتها، لأن الأتراك كانوا يشيعون أنه لن تقوم للوحدة الطورانية قائمة إلا بزوال الدولة الروسية، فضلا عن أن اتجاه نظر الأتراك إلى أواسط آسيا مع وجود وحدة الأصل واللغة والجنس والدين، كان خطرا دائما يهدد الروس وهم يرون في التتر المسلمين والتركستان من قوة الشكيمة وحدة الأذهان وقوة الإرادة والشجاعة الفطرية ما يجسم الوهم ويجعل حالتهم بمثابة «الخطر التتري»؛ فدفعت بأذنابها وخراطيمها المسمومة وهي دول البلقان إلى مناوشة الأتراك ومحاربتهم ليشغلوا بملكهم في أوروبا عن الحلم المؤمل في آسيا. والجهة الثانية كانت ساسة إنجلترا وفرنسا، فإنهم يطربون لهذه الحرب ويشجعونها، لا من حيث إنها تضعف الأتراك وقد تذهب بريحهم، بل لأنها تفقد ألمانيا حليفا قويا يخشون منازلته في ميدان الحرب الكبرى التي أمست في سنتي 1911 و1912 أمرا مؤكدا. وهكذا كانت حرب البلقان نتيجة هاتين المؤامرتين الأوروبيتين. وكانت تركيا لا تزال ضعيفة من فتنة اليمن بحيث لم تستطع في 1911 أن تظهر بمظهر الحرب ضد إيطاليا عند اعتدائها على طرابلس الغرب وهي إحدى الولايات التركية التي اغتصبتها إيطاليا.
دسائس بعض العرب في الأستانة
Halaman tidak diketahui