كان وقت العشاء قد أوشك، وكانت أمي تطهو النقانق. لم تكن فيرن قد عادت من العمل بعد، وكان أوين قد عاد للتو من تدريب الهوكي وذهب ليلقي بالزلاجات والعصا في القاعة الخلفية. طهت أمي النقانق حتى أصبحت صلبة ولامعة وداكنة من الخارج، لم أتناولها من قبل سوى هكذا. «إنه يحتضر. كان يجلس هنا صباح الأحد عندما هبطت كي أشغل الغلاية وأخبرني بأنه مصاب بالسرطان.»
استمرت في تقليب النقانق بشوكة، وكانت قد انتزعت لعبة الكلمات المتقاطعة من الجريدة وانتهت من نصفها وتركتها على الطاولة بجوار الموقد. تذكرت الخال بيل وهو يذهب إلى وسط المدينة ويشتري كعك الزبد ومثلجات الشوكولاتة والكعك، ثم عودته إلى المنزل وتناول الطعام. كيف أمكنه أن يفعل ذلك؟
قالت أمي كما لو كانت تفكر في الأمور نفسها التي تجول بخاطري: «كان دائما مفتوح الشهية، ويبدو أن احتمال الموت المرتقب لم يضعف من شهيته. من يعلم؟ ربما لو كان يأكل أقل من ذلك كان سيعيش أطول حتى يبلغ سن الشيخوخة.» «هل تعلم نايل بذلك؟» «وماذا يهم إذا كانت تعلم أم لا؟ لقد تزوجته من أجل نقوده فحسب، وسوف تصبح ثرية.» «أما زلت تكرهينه؟»
فقالت أمي سريعا ولكن بتحفظ: «أنا لا أكرهه بالطبع.» نظرت إلى المقعد الذي جلس فيه، وشعرت بالخوف من العدوى، لا من السرطان بل من الموت ذاته. «أخبرني بأنه ترك لي ثلاثمائة دولار في وصيته.»
ماذا تبقى لنا بعد ذلك من خيارات سوى العودة لأرض الواقع؟ «وكيف ستنفقينها؟» «لا شك أنني عندما يحين وقت استلامها سيكون شيء ما قد خطر ببالي.»
فتح الباب الأمامي ودخلت فيرن. «يمكنني دائما الإرسال في طلب صندوق من الأناجيل.»
قبل أن تدخل فيرن من باب ويدخل أوين من الباب الآخر مباشرة، كان ثمة ومضة سريعة في الغرفة وكأنها رفرفة جناح طائر أو حركة سكين سريعة، شعور قوي بالألم ولكنه سريع ومنزو، يتلاشى.
قالت أمي وهي تقطب ما بين حاجبيها وهي تنظر إلى الكلمات المتقاطعة: «إله مصري من خمسة حروف، إنني أعرفه، ولا أستطيع أن أتذكره كي أنقذ نفسي.» «إيزيس.» «إيزيس إلهة وليست إلها، إنني مندهشة مما تقولين.»
بعد ذلك بوقت قريب، بدأ الجليد يذوب وفاض نهر واواناش وأغرق ضفافه حاملا معه لافتات الطريق وأعمدة الأسيجة وحظائر الدجاج ثم انحسر، وأصبحت الطرق صالحة إلى حد ما للسير فيها، وعادت أمي تخرج مرة أخرى في فترة ما بعد الظهيرة. وكما قالت إحدى عمات أبي - لا يهم من هي: «الآن سوف تفتقد مراسلة الصحف.»
عصر الإيمان
Halaman tidak diketahui