عندما كان العم بيني يأتي إلى منزلنا كي يقوم بسلخ الفراء، كان يصطحب معه ديان. كان هو وأبي يعملان في قبو المنزل، يسلخان فراء الثعالب ويقلبان الجلد إلى الخارج ويضعانها على الألواح الطويلة كي تجف. كانت ديان تتسلق درجات القبو صعودا وهبوطا أو تجلس على الدرجة العليا تشاهدهما يعملان. لم تكن تحدث أحدا سوى العم بيني، وكانت تشك في الألعاب والكعك واللبن وأي شيء نقدمه لها، ولكنها لم تكن تنتحب أو تبك قط. وإذا لمستها أو عانقتها كانت تستسلم بحذر وجسدها يرتعش قليلا من الخوف وقلبها يدق بقوة كطائر أمسكت به في يدك، ولكنها كانت ترقد على ساقي العم بيني أو تستغرق في النوم على كتفه وهي ملتوية كالمكرونة الإسباجتي. وكانت يده تغطي الكدمات الموجودة على ساقيها. «إنها تتجول دائما وتصطدم بالأشياء في منزلي، فلدي أشياء كثيرة، وهي دائما ما تصطدم بالأشياء أو تتسلق فوقها وتسقط.»
في بداية الربيع، وقبل أن يذوب الثلج تماما، أتى إلى منزلنا ذات يوم كي يخبرنا بأن مادلين قد رحلت، فعندما عاد إلى المنزل في تلك الليلة - في الليلة السابقة - كانت قد رحلت. ظن أنها قد تكون في جوبيلي وانتظر عودتها، ولكنه لاحظ أن بعض الأشياء قد اختفت أيضا، مثل مصباح طاولة كان ينوي تغيير أسلاكه، وسجادة صغيرة جميلة، وبعض الأطباق، وإبريق شاي أزرق كان ملكا لوالدته، ومقعدين قابلين للطي في حالة ممتازة. وبالطبع، أخذت ديان أيضا. «لا بد أنها قد رحلت في شاحنة، فلا يمكنها أن تضع كل ذلك في سيارة.»
ثم تذكرت أمي أنها قد رأت شاحنة صغيرة تعتقد أنها رمادية اللون تتجه نحو المدينة في حوالي الثالثة من عصر اليوم السابق، ولكنها لم تهتم أو تلاحظ من كان فيها. «شاحنة رمادية صغيرة! لا بد أنها هي! وقد وضعت الأشياء في الخلف. هل كان بها شبكة فوقها؟ هل رأيت ذلك؟»
ولكن أمي لم تلاحظ شيئا.
فقال العم بيني متحمسا: «علي أن أتبعها، فلا يمكنها أن ترحل هكذا حاملة أشياء ليست ملكها، وكانت تقول لي دائما أبعد هذه النفايات من هنا، تخلص من هذه النفايات! لكن يبدو أنها لم ترها كنفايات عندما رغبت في أخذ بعضها لنفسها. ولكن المشكلة الوحيدة تكمن في كيفية معرفة مكانها، من الأفضل أن أتصل بشقيقها ذاك.»
وبعد حلول السابعة عندما انخفضت أسعار المكالمات، قام والدي باتصال لمدينة أخرى من هاتفنا - فلم يكن العم بيني يملك هاتفا - إلى شقيق مادلين، ثم ترك السماعة للعم بيني.
صرخ العم بيني في الحال عبر الهاتف: «هل أتت إلى منزلك؟ لقد رحلت في شاحنة، رحلت في شاحنة رمادية صغيرة. فهل أتت عندك؟» لكن يبدو أنه كان ثمة ارتباك في الجانب الآخر من الخط، ربما كان العم بيني يصرخ بصوت أعلى من أن يسمعه أحد، فاضطر والدي أن يأخذ سماعة الهاتف ويشرح ما حدث بصبر، واتضح أن مادلين لم تذهب إلى كيتشنر، ولم يهتم شقيقها كثيرا بأن يعلم أين ذهبت، وأنهى الاتصال دون أن يقول وداعا.
أخذ أبي يحاول إقناع العم بيني بأن التخلص من مادلين ليس أمرا سيئا في نهاية المطاف، وأوضح له أنها لم تكن مديرة منزل جيدة ولم تجعل حياته مريحة وهادئة. وأخذ يفعل ذلك بطريقة دبلوماسية دون أن يغفل أنه يتحدث عن زوجته، فلم يشر إلى افتقارها للجمال أو إلى ثيابها القذرة، وأما عن الأشياء التي أخذتها - أو سرقتها كما يقول العم بيني - فهذا أمر سيئ ومخز لا شك (كان لوالدي ما يكفي من الحكمة بحيث لا يشير إلى أن تلك الأشياء لم تكن ذات قيمة)، ولكن ربما كان ذلك ثمن التخلص منها، وعلى المدى الطويل قد يكتشف العم بيني أنه كان محظوظا.
قالت أمي فجأة: «ليس الأمر كذلك، إنها الفتاة الصغيرة ديان.»
فضحك العم بيني ضحكة خافتة بائسة.
Halaman tidak diketahui