فقالت أمه التي تبعتنا حتى الباب السلكي: «كأن هذه وسيلة للثراء.» «دولي فاذرستون، كانت من الكاثوليك، وتعمل في مقهى فندق برونزويك.»
فقالت أمه باهتمام: «لو تزوجتها لعشت فقيرا؛ فأنت تعرف ماذا يطلب منهم البابا أن يفعلوا!» «وكأن أمورك أنت تسير على ما يرام بدون البابا يا أماه ... مارجريت فرالي، صهباء.» «لا يمكنك أن تأمن تقلب مزاجها.» «مزاجها كان كمزاج الكتكوت الصغير. ثورا ويلوبي، كانت تبيع التذاكر في مسرح الليسيوم، إنها تعيش في برانتفورد الآن.» «ماذا تعني علامة
X
هذه يا بني؟ أتعني أنك توقفت عن الارتباط بهن؟» «كلا، لا تعني هذا يا سيدتي.» «ماذا تعني إذن؟» «هذا سر عسكري!» ثم قفز جارنيت على سور الشرفة، وأمه تصيح محذرة: «إنه لن يحتمل وزنك إطلاقا!» ثم أخذ ينحت كاتبا شيئا ما في نهاية القائمة. إنه اسمي! وعندما انتهى من نقش الاسم رسم حوله نجوما ثم وضع تحته خطا وقال: «أظنني وصلت للنهاية.»
ثم أغلق المطواة الخاصة به، وقفز نازلا؛ فقالت الفتاتان وهما تضحكان بقوة: «قبلها.» فأحاطني هو بذراعه، وأخذت الفتاتان تصيحان بجوارنا: «إنه يقبلها في شفتيها.» أبعدهما جارنيت بذراع واحدة وهو لا يزال يقبل شفتي. ثم بدأ يدغدغني واشتبكنا في معركة دغدغة ضارية تحالفت معي فيها الفتاتان وحاولنا أن نثبت جارنيت على أرضية الشرفة لكنه أفلت منا، وأسرع باتجاه الحظيرة. دلفت إلى المنزل وبكل فخر سألت والدته عما بوسعي أن أساعد به في إعداد العشاء لكنها قالت: «ستفسدين رداءك.» لكنها استسلمت في النهاية وتركتني أقطع الفجل.
تناولنا على العشاء يخنة الدجاج التي لم تكن شديدة الصلابة وصلصة لحم لتلين اليخنة، وزلابية خفيفة، وبطاطس (قالت والدته: «من المؤسف أنه ليس أوان المحصول الجديد».) ورقائق خبز مسطح دائري مصنوع من الدقيق، وفاصوليا معلبة في المنزل وطماطم وأنواعا عديدة من المخللات، وكانت هناك أطباق بها بصل أخضر وفجل وأوراق الخس في الخل، وكعكة دسمة بنكهة دبس السكر، وثمر العليق المحفوظ. جلس حول المائدة اثنا عشر شخصا قامت فيليس بعدهم. على طول أحد جانبي المائدة، جلس الجميع على مقعد طويل عبارة عن لوح خشب موضوع على قائمين خشبيين. أما أنا فجلست على الكرسي الملمع الذي أحضروه من الغرفة الأمامية. وقد أحضروا الرجل الضخم شاحب الوجه من الشرفة وأجلسوه على رأس المائدة، واتضح أنه الأب. أتى مع جارنيت من الحظيرة رجل أكبر سنا لكن خفيف الحركة، أخذ يقول إنه لم ينم الليلة السابقة بسبب ألم في أسنانه؛ فقال له جارنيت ساخرا: «إذن فمن الأفضل ألا تأكل دجاجا، الأفضل أن نكتفي بإعطائك بعض اللبن الدافئ ونضعك في سريرك.» أكل الرجل بنهم وهو يحكي كيف استخدم زيت القرنفل الدافئ، لكن والدة جارنيت قالت: «أراهن بخاتم زفافي أنك استخدمت شيئا أقوى من ذلك.» جلست أنا بين ليلا وفيليس اللتين كانتا تمثلان أنهما تتشاجران فترفض أن تناول إحداهما الأخرى أي شيء وتخفيان الزبدة تحت الصحون الصغيرة. روى جارنيت والرجل المسن حكاية عن مزارع هولندي في المنطقة أصاب برصاص بندقيته حيوان راكون ظنا منه أنه حيوان غابة خطير. ثم جلسنا نحتسي الشاي، فرفعت فيليس غطاء الملاحة بهدوء ووضعت الملح في السكرية وناولتها للرجل المسن، لكن أمها التقطت السكرية في الوقت المناسب وتوعدتها قائلة: «سأسلخك حية يوما ما.»
لا أنكر أنني كنت سعيدة في هذا البيت.
فكرت في طريق عودتنا إلى بيتي أن أقول لجارنيت: «لقد أحببت عائلتك.» لكنني أدركت كم سيكون غريبا وقع هذه الجملة عليه؛ لأنه لم يفكر قط في احتمال ألا أحبهم، أو ألا أصير جزءا منهم. ومن ثم، فإن إصدار آراء من هذا النوع سيبدو معه نوعا من ادعاء الأهمية والوعي بالذات.
تعطلت السيارة مباشرة بعد أن انعطفنا عن الشارع الرئيسي في جوبيلي، فخرج جارنيت من السيارة ونظر أسفل غطاء محرك السيارة وقال إن السبب كان كما توقع؛ عطل في جهاز نقل الحركة. أخبرته أنه يستطيع أن يبيت الليلة في الحجرة الأمامية في منزلنا لكنني شعرت أنه لا يريد ذلك بسبب أمي، وقال إنه سوف يبيت عند صديق له يعمل في مخزن الأخشاب.
ونظرا لأن وصولنا إلى المنزل لم يعلن عنه بضوضاء الشاحنة، فقد كان بإمكاننا أن ندور خلف المنزل ونستند إلى الحائط ونتبادل القبلات واللمسات الدافئة. كنت أظن دائما أن اتحادنا النهائي ستسبقه وقفة، بداية احتفالية، مثل ستار يرفع قبل الفصل النهائي من المسرحية. لكن لم يكن هناك شيء من هذا، وعندما أدركت أنه كان يرمي إلى هذا أردت أن أستلقي على الأرض وأردت أن أخلع عني سروالي الداخلي الذي كان يطوق قدمي، وأردت أن أنزع حزام فستاني؛ لأنه كان يضغط على حليته فيؤلم معدتي. لكن لم يكن هناك وقت لهذا؛ لذا فقد باعدت بين ساقي على قدر استطاعتي، وسروالي الداخلي يطوقهما، ورفعت نفسي ملاصقة جدار المنزل محاولة الحفاظ على توازني. وعلى خلاف لقاءاتنا الحميمة السابقة، كان هذا اللقاء يتطلب مجهودا وانتباها. كما أنه آلمني، على الرغم من أنه كان قد حاول توسيع فتحتي من قبل بأصابعه. كذلك كان علي أن أمسك بسرواله الداخلي خشية أن يفضحنا لمعان مؤخرته لأي مار بالطريق. شعرت بألم غير محتمل في قوسي قدمي. وفي اللحظة التي فكرت فيها أن أطلب منه أن يتوقف وينتظر على الأقل حتى أضع كعبي على الأرض لثانية، تأوه وأدخله في بعنف وهو يهوي علي وقلبه يخفق. لم أكن متوازنة بما يكفي لأحتمل ثقله، فسقطنا نحن الاثنين على زهور الفاوانيا وقد انفصلنا بطريقة ما. وضعت يدي على ساقي المبللة فوجدتها تخرج داكنة اللون، كان دما. وعندما رأيت الدم أصبح عظم الموقف واضحا أمامي.
Halaman tidak diketahui