قلت: أنا لك.
قال: ولكنه حديث يغضب الرافعي!
قلت: وعلي أنا أن يرضى ...
وذهبت إلى الرافعي فأفضيت إليه بعزمي. قال: أوتفعلها؟ أفكان لهذا مجلسك مني كل مساء، تسترق السر لتدخره إلى يوم تنشره فيه على الناس بثمن ...؟
قلت: لو أنه كان سرا لم يعلمه غيري ما عقدت العزم على شيء، ولكنه «سر» على لسانك إلى كل من تتحدث إليه! ...
وما كان للرافعي سر يستطيع أن يطويه بين جوانحه يوما وبعض يوم، فكأنما أذكرته - بما قلت - بعض ما كان ناسيا، فعاد يقول: وماذا تريد أن تقول في حديثك عن حبي؟
قلت: حديثا لو هم غيري أن يجعل منه مقالا لقرائه لما كان الرافعي هو الرافعي عند من يقرؤه، ولكن أحسبني أنا وحدي الذي يستطيع أن يقول: إن الرافعي كان يحب فما يغير شيئا من صورة الرافعي كما هو في نفسه وكما هو عند من يعرفه، إنني أنا وحدي الذي يعرف الحادثة وجوها وملابساتها وما كان في نفسك منها، ولعلي يوم عرفت كنت أسمع نبضات قلبك وخلجات وجدانك ومرمى أملك وما كانت غايتك في الحب ومداك، أما غيري فهل تراه يعرف إلا الحادثة؟ وحسبه أن يقول: إن الرافعي يحب ... ثم تكون الفضيحة التي تخشاها وأنت منها طاهر الإزار ...
واستمع الرافعي إلى حديثي ثم أطرق هنية وعاد يسألني: وهل أقرأ ما تعده قبل أن تنشره؟
قلت: لك ما تريد.
قال: أنت وشأنك! •••
Halaman tidak diketahui