وقال الرافعي ... وقال الشاب ... وطوى الرافعي ورقاته وقد اجتمع له موضوع جديد، وتهيأت له الفكرة تامة ناضجة فأملى علي مقالة «أرملة حكومة»، وبعث به إلى الرسالة في البريد المستعجل؛ ليدرك موضعه في عدد الأسبوع بديلا من «آية الأدب ...»
وقلت للرافعي وقد فرغ من إملاء هذا المقال: «أراك لم تنصف صاحبنا المهندس فيما كتبت عنه وما نقلت من رأيه وما رددت به، إنه ليعتذر إليك بعذر لم أجد جوابه فيما أمليت علي، لقد صدق؛ فمن أين له ... من أين له هو ...؟ إنه لحري أن يوجه العتب والملامة إلى آباء الفتيات، وإلى هذه التقاليد التي تفرض على الشاب الذي يريد الزواج ما لا طاقة له به إلا أن تكون له معجزة مالية!»
فضحك الرافعي وقال: «أتراه كان يتحدث بلسانك ...؟ لقد أخفيتها عني يوم سألتك، وليس ثمة ما يمنعني أن أصحبك غدا إلى حميك لأطلب إليه أن يعفيك من هذه المعجزة المالية.»
ومضت أيام، ثم دعاني ليملي علي «قصة زواج»، وكانت هذه القصة هي جواب ما سألته تأخر إلى ميعاد، وكانت هي أول ما أنشأ الرافعي من القصص لقراء الرسالة.
قصص الرافعي
أراني وقد بلغت هذا الحد، مسئولا أن أتحدث عن قصص الرافعي، وكيف كان يؤلفها، وأول ما عالج منها، وطريقته فيها.
لم يعالج الرافعي القصة - فيما أعلم - قبل قصة سعيد بن المسيب إلا مرتين، أما أولاهما ففي سنة 1905، وكانت مجلة المقتطف قد سبقت بين الأدباء جائزة لمن ينشئ أحسن قصة مصرية، فأنشأ الرافعي قصته الأولى وكان عنوانها «الدرس الأول في علبة كبريت» ولم يحصل بها على جائزة، وقد أعاد نشرها بعد ذلك بثلاثين سنة بعنوان «السطر الأخير من القصة»
1
وسأتحدث عنها في موضعها.
أما القصة الثانية: فأنشأها في سنة 1925 بعنوان «عاصفة القدر» ونشرتها المقتطف أيضا،
Halaman tidak diketahui