Hayat Masih
حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث
Genre-genre
أن المخلص الموعود «يلقي بردا على اللهيب، ويتكفل برعاية جميع الناس، ويقضي يومه وهو يلم شمل قطعانه.»
1
وقد كان البابليون يؤمنون بعودة «مردخ» إلى الأرض فترة بعد فترة؛ لقمع الفتنة، وتطهيرها من الفساد، وكان المجوس يؤمنون بظهور رسول من إله النور كل ألف سنة ينبعث في جسد إنسان، وقيل إنه هو زرادشت رسول المجوسية الأكبر الذي يرجعون إليه بتفصيل الاعتقاد في إله النور وإله الظلام، وقد تخلفت هذه العقيدة إلى ما بعد اليهودية والمسيحية والإسلام، وأشار إليها الجاحظ وهو يتكلم عن أستاذه إبراهيم بن سيار النظام حيث قال: «إن السلف زعموا أن كل ألف عام يظهر رجل لا نظير له، فإذا صدق هذا الزعم كان النظام للألف عام هذه.»
أما الإيمان بظهور رسول إلهي يسمى «المسيح» خاصة، فلم يعرف بهذه الصيغة قبل كتب التوراة وتفسيراتها أو التعليقات عليها، في التلمود والهجادا وما إليها.
ومرجع التسمية نفسها إلى الشعائر التي وردت في سفر التكوين وسفر الخروج، وما يليهما من أسفار الأنبياء، فإن المسح بالزيت المبارك شعيرة من شعائر التقديس والتكريم، وأول ما ورد ذلك في الإصحاح الثامن والعشرين من سفر التكوين، حيث روي عن يعقوب أنه «بكر في الصباح وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه، وأقامه عمودا، وصب زيتا على رأسه، ودعا ذلك المكان بيت إيل - أي بيت الله.»
وجاء في الإصحاح الثلاثين من سفر الخروج أن «الرب كلم موسى قائلا: ... وأنت تأخذ أفخر الأطياب ... دهنا مقدسا للمسحة ... وتمسح به خيمة الاجتماع، وتابوت الشهادة والمائدة وتقدسها، فتكون قدس أقداس، وكل ما مسها يكون مقدسا، وتمسح هارون وبنيه وتقدسهم ...»
وكان الأحبار والأنبياء يسمون من أجل هذا مسحاء الله، وتنهى التوراة عن المساس بهم كما جاء في الإصحاح السادس عشر من سفر الأيام: «لا تمسوا مسحائي، ولا تؤذوا أنبيائي.»
وكان مسح الملوك أول شعائر التتويج والمبايعة، فكان شاءول وداود من هؤلاء المسحاء.
ثم أطلقت كلمة «المسيح» مجازا على كل مختار منذور، فسمي كورش الفارسي «مسيحا» كما جاء في الإصحاح الخامس والأربعين من سفر أشعيا؛ لأن الله أخذ بيده لإهلاك أعداء الإسرائيليين، وإقامة بناء الهيكل من جديد، وسمي الشعب كله مسيحا كما جاء في المزامير، وكتاب النبي حبقوق، ومنه: «خرجت لخلاص شعبك: خلاص مسيحك»؛ بمعنى الشعب المختار.
وتكررت في كتب «الهجادا» أو كتب التعاليم الإشارة إلى الرسول المنتظر باسم المسيح، فتارة يطلق هذا الاسم على يوسف، وتارة على موسى - عليهما السلام - ولا يزال المؤمنون بالرسالة المسيحية من طوائف اليهود ينتظرون مسيحا في صورة رسول هاد أو صورة شعب مبرور؛ لأنهم لا يدينون برسالة عيسى ابن مريم - عليهما السلام.
Halaman tidak diketahui