مجدي :
نعم، نحن، الإنسان. لقد خلقت الحياة له، فهو من يتحكم فيها.
تحية :
فلماذا لا نتحكم في جنسنا؟ لماذا خلقت امرأة ولم أكن رجلا؟! ولماذا اسمي تحية؟! كيف عرفت الحياة أني أحب هذا الاسم؟ ولماذا سأموت يوم تشاء الحياة؟ ولعلها تختار تماما الوقت الذي أريد أن أحيا فيه.
مجدي :
يا حبيبتي، هذه ليست الحياة، إنها تمهيدات الحياة؛ الولادة تمهيد للحياة، والموت نهاية لها، نحن غير مخيرين في المقدمات أو النهايات، وإلا فتصوري بربك لو أن الأمر عرض عليك قبل ولادتك فرأيت أن تكوني رجلا، ثم اختار هذا الطريق من بعدك كل الإناث؟! أي حياة سنلقاها إذن؟ إن الحياة لن تمكث إلا بمقدار حياة هؤلاء الرجال. على أنه لو كان الأمر كذلك، واختارت أمك أن تكون رجلا، لما ولدت أنت، ولتعطلت حركة الحياة نهائيا، فجنس واحد لا يكفي. أما اسمك فاسألي عنه أمك وأباك، فهما من اختارا وهما إنسان، وأنا أتكلم عن الإنسان ككل، لا أقصدك أنت وأنا فقط. أما موتك فإنه لا بد أن يكون رغم أنفك، وإلا لو كان الأمر اختيارا لما تركت الحياة أبدا، ومن ذلك الذي يترك حياة هو واثق منها إلى حياة أخرى لا يعرف عنها شيئا؟ تصوري لو أن الناس لم يموتوا من عهد جدنا آدم وستنا حواء؛ كانت الحياة تصبح مصيبة كبرى، وأين هذه الأرض التي تحتمل كل هؤلاء؟ ومن أين يأكلون؟
تحية :
إذن فنحن لسنا سادة الحياة كما تقول!
مجدي :
بل نحن سادتها. إنما الحياة هي هذه الفترة الواقعة بين الولادة والموت، بل الحياة الحقيقية هي التي تبدأ مع الإدراك وتنتهي معه، فترة الإدراك هي الحياة، وهذه الحياة هي التي نتحكم فيها، أما منذ الولادة حتى الإدراك، فإن أبوينا وأهلينا هم من يتحكمون فينا، وأظنك توافقين على أنهم آدميون.
Halaman tidak diketahui