القى المغيرة خاتمه في القبر ، وقال لأمير المؤمنين عليه السلام خاتمي ، فقال عليه السلام لولده الحسن : أدخل فناوله خاتمه ، ففعل عليه السلام ذلك ، وكان مقصد المغيرة من ذلك أن يدخل القبر الشريف بعد ما خرج منه أمير المؤمنين ليفتخر على الصحابة بأنه آخر الناس عهدا برسول الله فالتفت أمير المؤمنين الى مقصده ، فامر الحسن بدخول القبر ، فكان آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم (1)
وقام الامام أمير المؤمنين فوارى الجسد العظيم في مقره الأخير ووقف على القبر يرويه بماء عينيه ، وارسل كلمات تنم عن لواعج حزنه وثكله قائلا :
« ان الصبر لجميل الا عنك ، وان الجزع لقبيح الا عليك ، وان المصاب بك لجليل ، وانه قبلك وبعدك لجلل ... » (2)
واذاب الهول العظيم ، والمصاب المؤلم قلب الامام الحسن (ع) وهو في سنه المبكر فذبلت منه نضارة الصبا وروعته فقد رأى من يحدب عليه ويفيض عليه من رقيق حنانه يوارى في الثرى ، ورأى أبويه وقد اضناهما الذهول واحاط بهما الأسى على فقد الراحل العظيم فترك ذلك في نفسه شديد الألم ولاذع الحزن ... لقد مضى الرسول (ص) الى الرفيق الاعلى وكان عمر
Halaman 121