Hawari
الهواري: رواية تلحينية عربية ذات فصل واحد
Genre-genre
ها، ها، ها. فلتكن سلمى يا بني، هذي فتاة تصلح لك وما كنت أشتهي إلا أن أراها في بيتي قياما بحق المروءة علي. لا تحسب يا بني أنها كعامة الناس، إن أباها هذا كان سيد قومه، كان زعيم بطن من الهوارة يسكنون صحراء عيذاب ثم اختلف بعضهم معه على دار وتقاتلوا حتى أفنى بعضهم بعضا. وكان أبو الفوارس مقهورا فنبا بنفسه عن مكان ذلته تاركا من ورائه جثث خمس من أولاده وقصد الفيوم بابنته سلمى هذي وعمرها إذ ذاك دون التاسعة. ولما نزل علي يا بني ضيفا لم يكن يتذوق طعامنا إلا كل ثلاثة أيام، كبرا عن طعام الناس. ولكني كنت وحقك يا مصطفى لا أذكر أنه ضيفي ولا أشعر أنه في بيتي، وإنما أشعر أني وإياه في بيت الله، فما هذا الملك الواسع إلا من فضل الله. ولقد عاشرت الرجل فتبينت حاله وتفحصت معدنه، وعلمت أنه نقطة عطر مشتارة من ربيع الأعراب. ولقد كنت ثاكلا وكان ثاكلا أيضا فجمع الأسى بيننا. ثم رأيته يتأفف من مكثه عندنا فأقطعته ما ورثته عن أمي وقلت له إن هذه الأرض لقاح لا يملكها أحد، إنما هي لمن أرادها. فأخذها يزرعها ليطعم نفسه منها. وأعطيته هذه الشقة من دواري حتى يبني له دارا. ولكنه علم بعد عهد أن الأرض لي فأكبرها ولم يعلم أني غيرت من حبي له، فآوى الرجل إلي وأقسم لا يفارقني حتى الممات.
مصطفى :
أحسنت الصنيع يا أبي، أحسنت.
الأب :
فإذا زوجتك من سلمى، فإني أزوجك ابنة رجل كريم؛ أي عربي في الأرض لا يعدل ملكا!
مصطفى :
أجل يا أبتي أجل.
الأب :
حسب الإنسان في الدنيا أن يكون عربيا ليكون كريما. فإذا زفت سلمى إليك، أتم به برهان ودي للهواري، فإنما أزف إليك بها العزة والمجد والطهارة بله هذا الجمال الذي لا يفوقه فيها إلا جمال نفسها وأدبها.
مصطفى :
Halaman tidak diketahui