226

Hawamil dan Shawamil

الهوامل والشوامل

Editor

سيد كسروي

Penerbit

دار الكتب العلمية

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

Lokasi Penerbit

بيروت / لبنان

وَبَعضهَا قهرية. وَمَتى لم يفصل النَّاظر فِي هَذِه الْمَسْأَلَة هَذِه الْأَفْعَال بَعْضهَا من بعض وَلم ينظر فِي جهاتها كلهَا - اخْتلطت عَلَيْهِ هَذِه الْوُجُوه والتبس عَلَيْهِ وَجه النّظر فِيهَا فعرضت لَهُ الْحيرَة وَكَثُرت عَلَيْهِ الشّبَه والشكوك. وَنحن نبين هَذِه الحركات ونميزها ثمَّ نتكلم على حَقِيقَة الْجَبْر وَالِاخْتِيَار فَإِن الْأَمر حِينَئِذٍ يسهل جدا وَيقرب فهمه وَلَا يعتاص - بِمَشِيئَة الله تَعَالَى - فَأَقُول: إِن الْفِعْل - مَعَ اخْتِلَاف أَنْوَاعه وتباين جهاته - يحْتَاج فِي ظهروه إِلَى أَرْبَعَة أَشْيَاء: أَحدهمَا الْفَاعِل الَّذِي يظْهر مِنْهُ. وَالثَّانِي الْمَادَّة الَّتِي تحصل فِيهَا. وَالثَّالِث الْغَرَض الَّذِي ينساق إِلَيْهِ. وَالرَّابِع الصُّورَة الَّتِي تقدم عِنْد الْفَاعِل ويروم بِالْفِعْلِ اتخاذها فِي الْمَادَّة وَرُبمَا كَانَت الصُّورَة هِيَ الْفِعْل بِعَيْنِه. فَهَذِهِ الْأَشْيَاء الْأَرْبَعَة هِيَ ضَرُورِيَّة فِي وجود الْفِعْل وظهوره وَقد يحْتَاج إِلَى الْآلَة وَالزَّمَان وَالْبَيِّنَة الصَّحِيحَة وَلَكِن لَيست بضرورية فِي كل فعل. ثمَّ إِن كل وَاحِد من الْأَشْيَاء الَّتِي هِيَ ضَرُورِيَّة فِي وجود الْفِعْل يَنْقَسِم قسمَيْنِ: فَمِنْهُ قريب وَمِنْه بعيد: أما الْفَاعِل الْقَرِيب فبمنزلة الْأَجِير الَّذِي ينْقل آلَات الْبناء فِي اتِّخَاذ الدَّار. وَالْفَاعِل الْبعيد بِمَنْزِلَة الَّذِي يهندس الدَّار وَيَأْمُر بهَا ويتقدم بِجَمِيعِ آلاتها. وَأما الهيولى الْقَرِيبَة فبمنزلة اللَّبن للحائط والخشب للباب. والهيولى الْبَعِيدَة بِمَنْزِلَة العناصر الأولى.

1 / 257