Hawamil dan Shawamil
الهوامل والشوامل
Penyiasat
سيد كسروي
Penerbit
دار الكتب العلمية
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م
Lokasi Penerbit
بيروت / لبنان
الْبعد مِنْهُ - طبيعة الْمُمْتَنع وَبَينهمَا طبيعة الْمُمكن. وَلأَجل هَذَا صَار للممكن غَرَض كَبِير وَلم يكن للْوَاجِب لَا للممتنع غَرَض لِأَن بَين الطَّرفَيْنِ مَسَافَة تحْتَمل الانقسام الْكثير فَأَما الطّرف فَلَا مَسَافَة لَهُ والمسافة الَّتِي بَين هذَيْن الطَّرفَيْنِ - أعنى الْوَاجِب والممتنع - إِذا لحظت وَسطهَا على الصِّحَّة فَهُوَ أَحَق شَيْء وأولاه بطبيعة الْمُمكن. وَكلما قربت هَذِه النقطة الَّتِي كَانَت وسطا إِلَى أحد الطَّرفَيْنِ كَانَ مُمكنا بِشَرْط وَتَقْيِيد فَقيل: مُمكن قريب من الْوَاجِب وممكن بعيد مِنْهُ. وَكَذَلِكَ يُقَال فِي الْمُمكن الْقَرِيب من الْمُمْتَنع والبعيد مِنْهُ. فَأَما إِذا كَانَ فِي الْوسط فَهُوَ مُمكن على الْإِطْلَاق وَحِينَئِذٍ لَيْسَ هُوَ بِالْوَاجِبِ أولى مِنْهُ بالممتنع لَا هُوَ بِأَن يظْهر من قوته إِلَى الْفِعْل أولى من أَن يبْقى بِحَالهِ فِي الْقُوَّة. فالتمكين هُوَ مصدر مكن تمكينًا كَمَا تَقول: كرم تكريمًا وكلم تكليمًا والإمكان مصدر أمكن إمكانًا كَمَا تَقول: أكْرم إِكْرَاما. والممكن مفعل مِنْهُ كَمَا تَقول مكرم. وَأما الِاسْم الَّذِي مِنْهُ اشتق هَذَا الْفِعْل فَلم يسْتَعْمل فِي اللُّغَة وَلَا جَاءَ مِنْهُ ذَلِك لِأَن الشَّيْء لَا فعل لَهُ إِلَّا الْفِعْل الْمُتَعَدِّي بِالْهَمْزَةِ فَإِذا قلت فِي الشَّيْء: هُوَ مُمكن فكأنك قلت: إِن هَذَا الشَّيْء الَّذِي فِي الْقُوَّة - وَلم يسْتَعْمل لَهُ اسْم وَهُوَ فِي التَّقْدِير وَتَقْدِيره الْمُمكن - قد أَعْطَاك ذَاته والإمكان مصدر أمكن الشَّيْء من ذَاته. فَأَما التَّمْكِين فَهُوَ فعل شَيْء آخر بك إِذا جعلك من هَذَا الشَّيْء بِحَيْثُ تخرجه إِلَى الْفِعْل بالإرادة وَهُوَ مصدر مكن وَهَذَا التَّشْدِيد يجىء فِي مثل هَذَا الْوَضع من اللُّغَة إِذا أُرِيد بِهِ تَكْرِير الْفِعْل وتأكيده كَمَا تَقول: ضرب وَضرب وَشد وشدد. وَقد يجيىء التَّمْكِين بِمَعْنى آخر وَهُوَ أَن يكون تفعيلًا مشتقًا من
1 / 134