============================================================
معرفة ومشاركة جيدة في كثير من العلوم. وكانوا(1) التجار الكارمية (2) يترددون إليه ويعرضون عليه زكاواتهم فلا يقبل منها شيئا، غير أنه يقوم واحد منهم/356/ ويقترض منهم على اسم الشيخ عبد الله المذكور من كل واحد مبلغ(2) حتى يجتمع الف دينار، ثم يبعثها إلى الإسكندرية ويشتري بها قماش(4) ويبيعه بالمهلة في القاهرة، ومهما حصل بعد إقامة رأس المال من المكسب يحمل إلى عبد الله فيتقوت بالفائدة هو وعاثلته من السنة إلى السنة. وكان له عبارة حسنة وكلام جيد في آرباب الطريق.
وله نظم حسن، فمنه ما أنشدني لنفسه بسفح قاسيون بتربة الأمير جمال الدين ابن يخمور، رحمه الله: الحب أول روح منكم نففت في نفس معرفة عنكم بهم بعثت بحبكما فلكم روح بكما عبشت فكان عارفكم منك بكم وكذا وأنشدني أيضا لنفسه: على ظاهري من باطني لك شاهد(5) راك به في كل معنى أشاهد بلقياك فيما أصدرته الموارد ولي منك عين لا تزال قريرة ولولاك ما قيدت قلبي وناظري حسنك في إطلاق ما أنا واجد ولا فرقتني عنك آثار رقدة بها جمعت حقا عليك الشواهد ولا أشركتني فيك أوصافي التي بأسمائك الحسنى بدت لأكابد فافن عن الآثار فيك مداركي واغن عن الأنوار من لا يغادر وصني لأبقى (عنه)(6) لا أعاند وخذني لأرقى عن مقامي غيره وصلني عطفا إنني لك عبائد وزدني لطفا منك يا غاية المنى /357/فأنت مرادي لا سواك وبغيتي فمكني لأحيى فيك إني واحد وكان الشيخ عبد الله من السادات الأكابر الأخيار ومن محاسن الزمان في كل فن مع قيام الليل وصوم النهار وكثرة الذكر والتلاوة، رحمه الله وإيانا .
(1) الصواب: "وكان" .
(2) الكارمية : تجارة التوابل والبهارات التي كان يؤتى بها من بلاد الشرق الأقصى .
(3) الصواب: "مبلغا".
(4) الصواب: "قماشا".
(5) في الأصل : "شاهدا" .
(6) عن الهامش.
Halaman 293