لما عيل صبري ذهبت إليها مع صديق لي ذات صباح حين لم يكن عندها زائرون فاستقبلتنا فانتين، وقالت: إن المدموازيل إيفون لم تزل نائمة.
فقلت: لم نأت لأجلها وإنما أتينا لكي نشرب، وحسبنا أن تكوني أنت معنا.
فترددت فانتين في قبولنا فقلت لها: ما بالك لا تفتحين المقصف؟ أما هي حانة هنا لكل زائر؟
ففتحت قائلة: تفضلا.
ثم دخلت أمامنا إلى القاعة المعدة للشرب وجلسنا إلى مائدة، وطلبنا أشربة مختلفة وأجلسناها بيننا، وطلبنا إليها أن تشرب فتمنعت في أول الأمر فأحرجناها، وجعلنا نشرب ونمرح ونثرثر ونقهقه حتى ملأنا المنزل ضحكا وجلبة، وكان لغطنا يدوي في جميع غرفه، ولما لعبت الخمر في ألبابنا جيدا سألت فانتين: أين إيفون؟ لماذا لا تجيء؟ - لم تزل نائمة. - يستحيل أن تبقى نائمة إلى الآن والساعة قد بلغت الحادية عشرة. - سهرت حتى الثانية أمس. - هل كان لها عشاق كثيرون؟
اكفهر وجه فانتين لهذا السؤال وأجابت: كان بعض الزوار. - من بقي منهم إلى هذا الصباح؟
امتقع وجهها ولاحظت أن غضبها كان ينفض عضلاتها وغيظها يتدفع مع كلامها: أأنت المسيو موريس كاسيه تسأل هذا السؤال! - أما هي حانة هنا! فادعي إيفون. - قلت لك: إنها نائمة. - أيقظيها، يجب أن تأتي إلى هنا لتنادم الزبائن.
فأوجست فانتين شرا منى ونهضت إلى غرفة إيفون، وبعد قليل عادت قائلة: إنها ترتدي ملابسها. - لا بأس أن تأتي بثوب غرفتها فاستدعيها حالا. - ألا تمهلها هنيهة؟
فضربت بيدي على المائدة قائلا: كلا بل يجب أن تأتي حالا.
فجزعت إذ رأت شرر الغضب يورى من عيني، ونهضت إلى غرفة إيفون؛ لكي تستعجلها ثم عادت قائلة: أمهلها دقيقة فقط لكي ترتدي أبسط ملابسها. - يجب أن تحضر حالا.
Halaman tidak diketahui