اللذان تظاهرا وتعاضدا هما: الأميران: أحمد بن محمد بن شمس الدين، وعبد الرحيم بن عبد الرحمن بن المطهر بن الإمام شرف الدين فإنهما دعماه شيئا أي قليلا، وهو إنشا الله تعالى إلى تباب، ومعنى، بعد أن لم يسمد: أي بعد أن لم ينتصب، قال في (الصحاح): والسامد: القائم.

لولا هما دعما لهم لعرفتهم ... حمما كشيء في وطيس مخمد

المعنى: لولا معاضدة الأميرين المذكورين لهم لوجدتهم كالحمم الباقية بعد الوقيد في وطيس، مخمد: أي في تنور مطفى.

وتقول يرسل هدهدا لعدوه ... حطا لمعجزة النبي بتعمد

وذلك أنه قال أعني الآفك في شعره:

بلقيس خصمك ياسليمان الورى ... فابعث لها في السعد طير الهدهد

يشخص ببابك صاغرا مستسلما ... وإلى يديك يجيء ملقى باليد

أطلقه أو أودعه قمقم سجنه ... في بحر غم كالدجنة مخلد

وهذا قد حط معجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ نسب مثلها إلى علج كفور، وقد أجبنا عليه في قوله بقولنا:

إن كنت تعني آل عمك فأته ... بطلول ثأرك ياذليل وحمد

فلقد كما من أهل بيتك عصبة ... في سجنه مهما تراهم تكمد

أو كنت تعني قائما أفناهم ... مهما يحس ببرد ذلك يؤمد

فارجع بطرفك خاسئا عن ذاته ... الله حارسها بحفظ مغمد

معنى هذه الأبيات: إن كنت تعني أن ممدوحك هذا يرسل طير الهدهد إلى أعداءه الذين هم آل عمك، فأته مادحا بطلول ثأرك وحمده: أي أكثر مدحه بذلك.

Halaman 107