ثم سافر منها سنة (1276) ست وسبعين إلى الوطن، وبايع(1) هناك على يد واقف الأسرار الآلهية مهبط الأنوار النبوية، صاحب الكرامات والفيض العام ذو المقامات والفضل التام، مولانا عبد الوالي الرزاقي القادري(1)، المتوفى سنة (1279) تسع وسبعين ابن مولانا أبي الكرم بن مولانا محمد يعقوب.
ثم سافر منها سنة (1277) سبع وسبعين إلى هذه البلدة التي نحن فيها الآن المعروفة بحيدر آباد من مملكة الدكن، نقاها الله من البدع والفتن، فوقره ديوان الممالك، معدن الفضل والإحسان، ذي العدل والإمتنان، آصف زمانه، حاتم دورانه، مرجع الأماجد والأماثل، ملجأ العلماء والأفاضل، عتبته السنية كعبة لأرباب(2) التحقيق، سدته العلية قبلة لأصحاب التدقيق، شجاع الدولة، مختار الملك، النواب تراب علي خان سالارجنك(3)، لا زالت أيام دولته طالعة، وشموس إقباله بازغة، وجعله مدرسا للمدرسة النظامية، فلما جاءت السنة (1279) التاسعة بعد السبعين ترخص من النواب الممدوح.
Halaman 23