Hāshiyat al-Sindi ‘alā Ṣaḥīḥ al-Bukhārī
حاشية السندي على صحيح البخاري
Genre-genre
33 باب ما يكره من النياحة على الميت قوله : (إن كذبا علي ليس ككذب على أحد) الظاهر أن الكاف للمماثلة بمعنى المساواة وكثيرا ما تجيء الكاف للمساواة ، والمطلوب من نفي المساواة إثبات الأشدية والأغلظية والله تعالى أعلم. وقيل بل معناه أنه ليس مثله في السهولة ، فيكون دونه في السهولة ، وما يكون أقل سهولة يكون أكثر شدة فيكون مدخول الكاف أعلى في وجه الشبه الذي هو السهولة قلت : ويمكن أن يجعل وجه الشبه خفة الإثم ، فيقال ليس مثله في خفة الإثم فيكون الكذب على الغير أكثر خفة بالنظر إلى الشرك ، والكذب عليه صلى الله تعالى عليه وسلم أقل خفة ، وما يكون أقل خفة يكون أكثر شدة لكن اعتبار العلو في مدخول الكاف تحقيقا ، إنما يعتبر عند إثبات التشبيه ، وأما عند نفي التشبيه كما هنا فغير لازم إذ وجود التشبيه هو الذي يقتضي كون المشبه أقوى في وجه الشبه ، وأما عدمه فما بقي معه المشبه مشبها حتى يكون أقوى ألبتة والله تعالى أعلم.
437
نعم قد ينفي التشبيه لبيان أن مدخول الكاف أشد قوة بحيث لا يقار به المشبه حتى يشبه به لأن التشبيه كما يقتضي نوع نقصان في المشبه كذلك يقتضي قربه إلى المشبه به ، وعند انتفاء القرب لا يحسن ، وقد ينفي لبيان أن غير مدخول الكاف أشد ، فلا يصح التشبيه وعلى التقديرين ينبغي أن يكون المحل محل أن يتوهم أن مدخول الكاف أقوى حتى يكون النفي في موضع يتوهم فيه الإثبات ، فإن ذكر النفي في موضع لا يتوهم فيه الإثبات قليل الفائدة مثل أن يقال فلان لا يطير فإنه كلام قليل الجدوى ، واعتبار توهم أن مدخول الكاف ههنا أقوى لا يخفي بعده فالأقرب أن يعتبر ههنا نفي المساواة والله تعالى أعلم.
438
439
Halaman 193