199

Hashiya Cala Asna Matalib

أسنى المطالب في شرح روض الطالب

Penerbit

دار الكتاب الإسلامي

Nombor Edisi

بدون طبعة وبدون تاريخ

Genre-genre

( قوله: أفضل عبادات البدن الصلاة) خرج بعبادات البدن عبادات القلب كالإيمان، والمعرفة، والتفكر، والتوكل، والصبر، والرضا، والخوف، والرجاء ومحبة الله ومحبة رسوله، والتوبة، والتطهير من الرذائل. وأفضلها الإيمان ولا يكون إلا واجبا، وقد يكون تطوعا بالتجديد (قوله: لخبر الصحيحين «أي الأعمال أفضل» إلخ) ولقوله - صلى الله عليه وسلم - «استقيموا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة» رواه أبو داود؛ ولأنها تلو الإيمان وأشبه به لاشتمالها على نطق وعمل واعتقاد، وسماها الله تعالى إيمانا فقال {وما كان الله ليضيع إيمانكم} [البقرة: 143] أي صلاتكم إلى بيت المقدس؛ ولأنها تجمع من القرب ما تفرق في غيرها من ذكر الله تعالى ورسوله، والقراءة، والتسبيح، واللبث، والاستقبال، والطهارة، والستارة وترك الأكل، والكلام وغير ذلك مع اختصاصها بالركوع، والسجود وغيرهما.

(قوله: فقال الصلاة لوقتها) ؛ لأنها تلو الإيمان الذي هو أفضل القرب، وأشبه به لاشتمالها على نطق باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان (قوله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) ؛ لأنه لم يتقرب إلى أحد بالجوع، والعطش إلا الله تعالى فحسنت هذه الإضافة للاختصاص؛ ولأن خلو الجوف من الطعام، والشراب يرجع إلى الصمدية؛ لأن الصمد هو الذي لا جوف له على أحد التأويلات، والصمدية صفة الله تعالى فحسنت الإضافة لاختصاص الصوم بصفة الله تعالى؛ ولأنه مظنة الإخلاص لخفائه دون سائر العبادات فإنها أعمال ظاهرة يطلع عليها فيكون الرياء فيها أغلب فحسنت الإضافة للشرف الذي حصل للصوم.

(قوله: وقيل إن كان بمكة، فالصلاة إلخ) وقال الماوردي أفضلها الطواف ورجحه الشيخ عز الدين وقال القاضي الحج أفضل وقال ابن أبي عصرون الجهاد أفضل وقال في الإحياء العبادات تختلف أفضليتها باختلاف أحوالها وفاعليها فلا يصح إطلاق القول بأفضلية بعضها على بعض كما لا يصح إطلاق القول بأن الخبز أفضل من الماء فإن ذلك مخصوص بالجائع، والماء أفضل للعطشان، فإن اجتمعا نظر إلى الأغلب فتصدق الغني الشديد البخل بدرهم أفضل من قيام ليلة وصيام ثلاثة أيام لما فيه من دفع حب الدنيا.

والصوم لمن استحوذت عليه شهوته من الأكل، والشرب أفضل من غيره (قوله: قال الزركشي، لكن الأرجح في النظر ترجيح عيد الأضحى) أشار إلى تصحيحه (قوله وقيل إن عشره أفضل من العشر الأخير من رمضان) وبه جزم ابن رجب الحنبلي ويدل له خبر أبي داود عن عبد الله بن قرط أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر» وبه أفتى والد الناشري وبه أفتيت (قوله: ثم التراويح) لا حاجة إليه إذ لا تطوع غير ما ذكر تسن له جماعة حتى تكون التراويح مقدمة عليه (قوله: قال الزركشي وهذا تبع فيه الرافعي الإمام) أشار إلى تصحيحه (قوله: وقال

Halaman 200