Hasana Wa Sayyia

Ibn Taimiyah d. 728 AH
100

Hasana Wa Sayyia

الحسنة والسيئة

Penyiasat

-

Penerbit

دار الكتب العلمية،بيروت

Nombor Edisi

-

Lokasi Penerbit

لبنان

Genre-genre

Tasawuf
نوح، فلما ماتوا جعلوا الأصنام على صورهم، ثم ذهبت هذه الأصنام لما أغرق الله أهل الأرض، ثم صارت إلى العرب، كما ذكر ذلك ابن عباس وغيره، إن لم تكن أعيانها، وإلا فهي نظائرها. وأما الشرك بالشيطان فهذا كثير. فمتى لم يؤمن الخلق بأنه " لا إله إلا الله " بمعنى: أنه المعبود المستحق للعبادة دون ما سواه، وأنه يحب أن يعبد، وأنه أمر أن يعبد وأنه لا يعبد إلا بما أحبه مما شرع، من واجب ومستحب - فلابد أن يقعوا في الشرك وغيره. فالذين جعلوا الأقوال والأفعال كلها بالنسبة إلى الله سواء، لا يحب شيئًا دون شيء، فلا فرق عنده بين من يعبده وحده لا يشرك به شيئًا، وبين من يعبد معه آلهة أخرى، وجعلوا الأمر معلقًا بمشيئة، ليس معها حكمة ولا رحمة ولا عدل، ولا فرق فيها بين الحسنات والسيئات، طمعت النفس في نيل ما تريده بدون طاعة الله ورسوله. ثم إذا جوزوا الكرامات لكل من زعم الصلاح، ولم يقيدوا الصلاح بالعلم الصحيح والإيمان الصادق والتقوى، بل جعلوا علامة الصلاح هذه الخوارق، وجوزوا الخوارق مطلقًا، وحكوا في ذلك مكاشفات، وقالوا أقوالا منكرة. فقال بعضهم: إن الولي يُعْطَى قول: " كن "، وقال بعضهم: إنه لا يمتنع على الولي فعل ممكن، كما لا يمتنع على الله تعالى فعل محال. وهذا قاله ابن عربي والذين اتبعوه، قالوا: إن الممتنع لذاته مقدور عليه، ليس عندهم ما يقال: إنه غير مقدور عليه للولي، حتى ولا الجمع بين الضدين،

1 / 116