غرسوا من ذكائها خير غرس
أيدوا ملكنا وشدوا قواه
بكماة تحت السنور حمس
وأراني من بعد أكلف بالأش
راف طرا من كل سنخ وإس
وهكذا شتان بين سلطة العرب في عهد الأمويين، وسلطة الفرس في عهد الدولة العباسية الأولى، وعهد الأتراك في الدولة العباسية الثانية؛ فحكم البرامكة الذين نكبهم الرشيد لم يعوض في عدلهم وكرمهم، والمحافظة على الخليفة الذين يعملون تحت سلطانه ...
تدهور الدولة العباسية
وقد ذكر أحد المستشرقين أن عهد الرشيد كان مبدأ انحطاط الدولة العباسية، وقد فكرت في ذلك، وأطلت التفكير: هل هذا صحيح؟ وما هو السبب؟ لأنه لم يذكر سببا؛ هل لأنه في عهد الرشيد انقطعت بلاد المغرب عن المملكة؟ ولكن هذا وحده لا يكفي سببا للانهيار؛ وإلا كان خروج الأندلس - وهي أعظم من المغرب - هي بدء الانهيار، أو يريد انتشار اللهو انتشارا كبيرا كالذي كان عند الرومانيين من أسباب سقوطهم ... وهذا أيضا غير صحيح؛ فإن اللهو والترف كان حظ الخلفاء، ومن يتصل بهم فقط، أما الشعب كله فأغلبه بائس فقير جاد ... أو يريد تحقيق قول الشاعر:
ما طار طير وارتفع
إلا كما طار وقع
Halaman tidak diketahui