Perang dan Keamanan

Leo Tolstoy d. 1450 AH
91

Perang dan Keamanan

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

Genre-genre

نصبت موائد لعب الورق، ونظمت الجماعات، وانقسم الموجودون بين البهو والمخادع والمكتبة.

كان الكونت يمسك بالأوراق في يده على شكل مروحة، ويغالب النعاس الذي تسلط عليه، بحكم اعتياده على النوم بعد الطعام، واجتذبت الكونتيس الشباب والشابات إلى الأرغن «والبيانو»، فمضت جولي، استجابة للرغبة العامة، تعزف على الأرغن قطعة متنوعات، ثم اتحدت مع الشابات، ووجهن جميعا دعوتهن إلى ناتاشا ونيكولا ليشتركا في غناء قطعة ما؛ نظرا لما عرف عنهما من ميلهما للموسيقى، وموهبتهما الطبيعية في هذا المضمار.

شعرت ناتاشا بالاعتداد والفخار؛ لأنها عوملت معاملة الأشخاص الكبار، ودعيت للغناء بالإجماع، لكنها - مع ذلك - أحست بشيء من الارتباك.

سألت: ماذا سنغني؟

فأجابها نيكولا: أغنية «النبع». - حسنا، لنشرع، تعال يا بوريس إلى هنا. لكن أين سونيا؟

ولما رأت ناتاشا أن صديقتها اختفت، هرعت تبحث عنها، فلما لم تعثر عليها في غرفتها ولا في غرفة الأولاد، اعتقدت ناتاشا أنها - ولا شك - مختفية فوق الصندوق في الممشى ، لقد جرت عادة فتيات آل روستوف الصغيرات على الانزواء فوق ذلك الصندوق، كلما أردن أن ينفثن عن صدورهن. وقد صدق حدسها؛ إذ إن سونيا - دون اعتبار ما قد يصيب ثوبها الجميل الرقيق الوردي من أذى - كانت مستلقية على صدرها على فراش من الزغب، مخطط قذر، عائد للمربية، وموضوع فوق ذلك الصندوق، وقد دفنت وجهها بين يديها، وراحت تبكي بكاء مرا، اهتزت له كتفاها الدقيقتان العاريتان. تخلت ناتاشا عن بهجة العيد التي كانت فائضة على وجهها، والتي لم تبارحها طيلة ذلك النهار، وشخصت أبصارها، وسرت رعشة في جسدها، وهبطت زاويتا فمها، هتفت: سونيا، ماذا بك؟ ماذا حدث بالله؟ هئ، هئ، هئ!

وانقلبت سحنتها، وتشوه فمها الكبير، تبعا للتقلص الذي اعترى وجهها، فبدت شديدة البشاعة، وراحت تنتحب بدورها كطفل صغير، دون أي سبب، إلا لأن صديقتها تبكي. ودت سونيا أن ترفع رأسها لتجيب على سؤال صديقتها، لكنها لم تجد القوة الكافية على ذلك، فراحت تزيد في البكاء ممعنة في إخفاء وجهها، جلست ناتاشا وهي باكية أيضا على الفراش الأزرق، وأخذت صديقتها بين ذراعيها، وأخيرا، استعادت سونيا بعض شجاعتها، فتناهضت، وراحت تمسح دموعها في غير عناية، استعدادا لشرح ما يحزنها، قالت: إن نيكولا سيذهب بعد ثمانية أيام ... لقد تلقى أمر المسير العائد إليه ... لقد حدثني بذلك ... لكنني لست أبكي من أجل هذا، ولكن ...

وأبرزت لها ورقة كانت تخفيها في يدها، عرفت ناتاشا من النظرة الأولى أنها تحوي على الأبيات التي كتبها نيكولا بعد أن نظمها متغزلا بسونيا - لكنك لا تستطيعين أبدا ... بل لا يستطيع أحد أن يدرك مبلغ نبل نفسه!

ولما تذكرت تلك النفس النبيلة، عادت إلى البكاء من جديد، أردفت بعد لأي: إنك سعيد أنت ... ولست أشعر بالغيرة منك ... إنني أحبك وبوريس حبا جما، وهو لطيف، ولا شيء يعترض زواجكما ... أما نيكولا، فهو ابن عمي ... وينبغي لنا الحصول على إذن خاص من الأسقف إذا أردنا الزواج ... وهو يستطيع أن يرفض إعطاءنا الإذن الخاص ... ثم إذا تحدث بعضهم إلى أمي (وكانت سونيا تعتبر الكونتيس أما لها ، وتدعوها كذلك) فإنها ستقول إنني أحطم مستقبل نيكولا، وإنني عديمة الشعور، ناكرة الجميل ... مع ذلك، يشهد الله (ورسمت إشارة الصليب على صدرها) على أنني أحب ماما وأحبكم جميعا ... غير أن فيرا ... ولكن لماذا؟ ماذا عملت لها؟ إنني شديدة الاعتراف بجميلكم جميعا، حتى إنني على استعداد للتضحية بكل شيء من أجلكم، لكن ليس لدي شيء ...

وأرتج عليها، فأخفت وجهها من جديد بين راحتيها، وعادت إلى الفراش تلتجئ إليه، فراحت ناتاشا تعزيها أجمل عزاء، غير أن وجهها كان ساهما، ينبئ بأنها تفهم أحزان صديقتها على الوجه الصحيح.

Halaman tidak diketahui