Perang dan Keamanan
الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة
Genre-genre
وهز كتفيه دلالة على اليأس، وأنهى حديثه تلك النهاية الصامتة. وهم بيير، الذي أثار ذلك الحديث اهتمامه، أن يدلي بدلوه فيه، غير أن آنا بافلوفنا التي كانت تراقبه بشدة لم تترك له مجالا للحديث.
شرعت تقول بذلك الطابع الخطير، الذي كانت تضفيه على وجهها كلما تحدثت عن الأسرة الإمبراطورية: لقد أعلن الإمبراطور ألكسندر أنه سيترك للفرنسيين حرية انتقاء نوع الحكم، إنني واثقة من أنه إن يطح بالمغتصب الجائر، وينقذ الأمة منه، فسيلقي الشعب بنفسه بين ذراعي حاكمه الشرعي.
فاهت آنا بافلوفنا بالجملة الأخيرة إرضاء لشعور المهاجر النبيل.
قال الأمير آندره: لا أظهر ذلك، لقد سارت الأمور شوطا بعيدا، كما يؤيدني في قولي سيدي الفيكونت، حتى بات يتعذر إحياء الماضي وبعثه من طيات النسيان.
فتدخل بيير قائلا - وقد قفزت الدماء إلى وجنتيه: أريد أن أقول إن الطبقة النبيلة كلها قد انضمت إلى بونابرت.
فأجاب الفيكونت دون أن يرفع أبصاره إلى بيير: إن هذه آراء بونابرتية. من العسير على المراقب الآن استنباط عقلية البلاد الحقيقية، وهي على حالة البلبال الحاضرة.
قال الأمير آندره، بابتسامة هازئة: لقد قال الأمير بونابرت: «لقد دللتهم على طريق المجد فلم يسلكوه، فلما فتحت لهم ردهاتي، هرعوا إليها زرافات زرافات.» ولست أدري إلى أي مدى حق له أن يقول مثل هذا القول.
كان الأمير آندره لا يشعر بميل إلى الفيكونت الشاب؛ لذلك فقد كان يهدف إلى إيلامه بإيراد أقوال بونابرت وتأييدها، ولو كان يتظاهر بعدم التحدث إليه.
أجاب الفيكونت معقبا على أقوال الأمير: ليس له أي حق في التلفظ بتلك الأقوال؛ منذ مقتل الدوق كف المعجبون به - أتفهم - عن التطلع إليه بتلك النظرة التي يمجد الإنسان بها أحد أبطاله.
وأردف موجها حديثه إلى آنا بافلوفنا بصورة خاصة: حتى ولو أنه كان بطلا في نظر بعضهم، فإنه منذ مقتل الدوق ازداد عدد الشهداء في السماء واحدا كما نقص عدد الأبطال، فخسرت كذلك بطلا.
Halaman tidak diketahui