149

Pergerakan Terjemahan di Mesir Sepanjang Abad Kesembilan Belas

حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر

Genre-genre

وإليك مثالا اقتبسناه من هذه الرواية:

C’était une nuit orageuse et somber; de gros nauges couraient au ciel, voilant la clarté des étoiles; la lune ne devait se lever qu’à minuit .

l’horizon, on apercevait la route qui se déroulait, blanche et solitaire; puis, l’éclair éteint, tout rentrait dans l’obscurité .

A chaque instant, Athos rappelait d’Artagnan, toujours à la tête de la petite troupe, et le forçait de reprendre son sang, qu’au bout d’un instant il abandonnait de nouveau; il n’avait qu’une pensée, c’était d’aller en avant, et il allait .

وكان الليل عاصفا، والسحاب متكاثفا، والظلام شديدا. إذا مد الإنسان يده لم يكد يراها، وكان القمر لا يشرق إلا عند منتصف الليل، فجعل القوم يسيرون في ذلك الظلام، ولا ينظرون الطريق إلا إذا لمع البرق.

وبعد؛ فقد قلنا: إن القارئ المثقف قد أبدى وقتئذ اغتباطه بمطالعة الروايات، ولكنه لم يبد مثل هذا الاغتباط بمطالعة الكتب العلمية بعد خروجه من المدرسة، ولئن ترجم بعض الكتب العلمية في هذه الفترة، فإنما ترجم بتكليف من الحكومة ومعاضدة منها. فإذا تولى عبد الله أبو السعود (وكان رئيسا لقلم الترجمة) ترجمة تاريخ مصر لمرييت بك، فإنه لم يباشر هذا العمل إلا لأن حضرة شريف باشا مدير المدارس المصرية وناظر الأمور الخارجية أمره بترجمته: «تحصيلا لتمام الثمرة وتسهيلا لما كان يصعب على أهل مصر في هذه المادة من النتيجة المتعذرة، وإلا فبدون ذلك كانت لا تتم فائدته لأهل الوطن، ولا يتحقق قصد خديو مصر الحسن، فإنه أبقاه الله إنما أراد بذلك أن تستيقظ من سنة الغفلة.»

52

ومن ناحية أخرى لم يباشر محمد بن أحمد عبد الرازق أفندي ترجمة كتاب: «نهاية الأرب في تاريخ العرب» إلا بأمر علي باشا مبارك الذي أراد نشره لنفاسته، ولولا عنايته واهتمامه بتاريخ العرب لما ترجم هذا الكتاب القيم؛ إذ إنه عندما تخلى عن نظارة ديوان المعارف، وقف الطبع. فلما عاد إليه سنة 1305 استخرج النسخة المخطوطة من دار الكتب حيث كانت محفوظة هناك وأعاد النظر فيها، وكلف أحد علماء الأزهر الشريف أن يصوغها عربية الديباجة فصيحة اللفظ، وصدر الكتاب في سنة 1309. •••

ثم جاء عهد توفيق وعهد الاحتلال. فلما استقرت الحالة السياسية نشطت حركة الترجمة أيضا؛ إذ أخذ عدد المتخرجين من المدارس العليا يزداد سنة بعد أخرى، ولجأ إلى مصر عدد من السوريين المثقفين، فتوافرت بذلك الأيدي العاملة، وهذا في الوقت الذي سما فيه المتعلمون إلى مطالعة الكتب الأدبية، ومع ذلك بقي إقبال الجمهور متجها إلى الروايات الأدبية. فاقتصر مجهود الأدباء الخارجين عن خدمة الحكومة على ترجمة أحسن الروايات الفرنسية والإنجليزية.

وقد تذمر من هذه الحالة أحمد فتحي زغلول باشا، وحمل عليها في سنة 1899 في مقدمة «سر تقدم الإنجليز السكسونيين»، إذ قال: «من المقرر أن ميلنا إلى مطالعة المؤلفات التي من هذا القبيل (أي المؤلفات العلمية) ضعيف حتى في هذه الأيام، وأن المشتغلين بنشرها أشقى العاملين. لكن الذي لا يأخذ الأمور بظواهرها يعلم أن انزواء رغبة الناس عن مطالعة المؤلفات المفيدة، ومللهم من العلم بما يجري في الوجود من تقدم الأمم بترقي المعارف، واتساع نطاق التربية والتعليم لم يكن ناشئا عن بغضهم للعلم أو نفورهم من القائمين بنشره، وإنما هو مسبب عن طول زمن الترك الناشئ عن الضعف العام الذي ألم بروح الشرقي منذ أجيال طويلة حتى أمات ملكة حب الاستطلاع. هذا هو السبب في الإقبال على مطالعة القصص والخرافات والتهافت على اقتناء التافه من المؤلفات والتسابق إلى حفظ كتب المجون والروايات.»

Halaman tidak diketahui