فتركت دموعها تسيل وقالت: قلبي رفض من بادئ الأمر أن يخدع بالأمل.
فصاح بحنق: إني عدو القلوب الضعيفة المتشائمة! ما كان أبي لعبة ليختطف، ولا كان غرا ليمضي إلى شرك بلا حذر، وما يحزنني إلا انسداد السبل.
8
وفي ضحى اليوم التالي اجتمع رجال عاشور في القهوة، بينهم شمس الدين وفلة، وانضم إليهم محمود قطائف شيخ الحارة وحسين قفة إمام الزاوية. لفتهم الحيرة جميعا وغصت قلوبهم بالنذر. وساورتهم مخاوف ولكن لم يجرؤ أحد على التصريح بما يساوره. وقال دهشان: معلمنا لم يخرج عن عاداته مرة طوال عشرين سنة.
فقال الشيخ حسين قفة: في الأمر سر!
فقال غسان: لا يخفي عنا سرا.
وقالت فلة: ولا عني من باب أولى.
فتساءل حسين قفة: ألا يكون قد انضم إلى التكية؟
فارتفع أكثر من صوت يقول: خيال لا يقبله عقل!
فقال محمود قطائف: قلبي يحدثني بأنه سيظهر فجأة كما اختفى فجأة.
Halaman tidak diketahui