ماذا يحدث بحارتنا؟
ليس اليوم كالأمس، ولا كان الأمس كأول أمس. أمر خطير طرأ. من السماء هبط أم من جحيم الأرض انفجر؟ وهل تجري هذه الشئون بمحض الصدف؟ ومع ذلك فالشمس ما زالت تشرق وتقوم برحلتها اليومية، والليل يتبع النهار، والناس يذهبون ويجيئون، والحناجر تشدو بالأناشيد الغامضة.
ماذا يحدث بحارتنا؟
وجعل يراقب شمس الدين الثمل بالانهماك في الرضاع ويبتسم، رغم كل شيء فهو يبتسم. وقال: ميت جديد، ألا تسمعين الصوات؟
فتساءلت فلة: بيت من يا ترى؟
فمد بصره من خلال قضبان النافذة متصنتا، ثم تمتم: لعله بيت زيدون الدخاخني!
فقالت فلة بقلق: ما أكثر أموات هذا الأسبوع! - أكثر ممن يموتون عادة في عام! - وقد يمر العام بلا ميت واحد.
ولم تهدأ ثائرة الطارئ الجديد.
وكان عاشور ماضيا بالكارو عندما اعترضه درويش وقال له: الأقاويل كثيرة، ألم تسمع شيئا يا عاشور؟ - عم تتحدث؟ - يتحدثون عن قيء وإسهال مثل الفيضان، ثم ينهار الشخص ويلتهمه الموت.
فتمتم عاشور بامتعاض: ما أكثر ما يقال في حارتنا! - أمس أصيب زبون عندي بذلك حتى لوث المحل.
Halaman tidak diketahui