53
حمل شمس الدين إلى بيته محطما. استطاع سماحة أن يرجع إلى مسكنه بجهد شديد، ثم رقد وهو بين الحياة والموت. أما سمعة الكلبشي فقد أصابه العجز وتلاشت أسطورته، وانهزم رجاله.
54
وتكشفت حقائق في اليوم نفسه. عرف أن سماحة طمح إلى الفتونة، وأنه نجح في ضم بعض الرجال إليه سرا، وأنه كان يرسم للقضاء على الفتوة والسيطرة على أبيه، فلما بوغت بالمعركة بين الفتوة وأبيه انقض في اللحظة المناسبة لحماية شمس الدين وإعلان ثورته، ونجح مشروعه ولكنه رقد بين الحياة والوت.
55
تواصل سقوط الرذاذ طيلة النهار. تشرب الجو بظلال كستنائية ونعاس. نقش أديم الأرض الزلقة بحوافر الدواب. أما المعلم شمس الدين فقد انطرح فوق فراشه يحتضر في رعاية جاره بعد أن هجرته سنبلة. لم يفتح عينا، لم ينبس بكلمة، ندت عنه حركات مبهمة، تبدى متخليا عن كل شيء، وعند جثوم الليل أسلم الروح.
سارق النغمة
الحكاية التاسعة من ملحمة الحرافيش
1
كتبت لسماحة شمس الدين جلال الناجي النجاة من الموت. استعاد صحته رويدا، ثم استرد قوته. وأضافت المعركة الأخيرة إلى وجهه تشوهات جديدة، فانقلب ذا وجه قبيح ينذر بالشر والإرهاب. وتبوأ الفتونة دون منازع، فبشرت فتونته بسيطرة غير محدودة. وسرت نور الصباح العجمي أمه بحظها، وبانتصارها الحاسم على ضرتها سنبلة بنت الفتوة السابق سمعة الكلبشي.
Halaman tidak diketahui