فقال محمد أنور: أريد أن أستظل بحمايتك. - لك أعداء؟ - وقاية من القدر!
فأعاد إليه الصرة بلا اكتراث وابتسم. خفق قلب محمد بانزعاج غير متوقع، فاتسعت عيناه في ارتياب وجزع. وتمتم نوح الغراب: سبق القدر!
يا للويل! هل لعبت رئيفة لعبتها؟ هكذا تصور؛ لأنه لم يخطر له ببال أن نوح الغراب يعمل لحسابه الشخصي. وقال نوح الغراب: كنت على وشك أن أرسل في طلبك.
فقال محمد أنور بريق جاف: ما الخبر يا معلم؟!
فقال بهدوء مقيت: لأنصحك بتطليق زوجتك!
غاص قلبه في صدره وشعر بالموت. تساءل مذهولا: أطلق؟ لا يوجد في حياتي ما يتطلب ذلك!
فقال له بنبرة قاطعة: طلق زوجتك!
51
غادر محمد أنور دار نوح الغراب وهو فاقد لحواسه الخمس. هل جاء دوره ليعامل كما عومل عبد ربه الفران؟ هل كابد تاجر محترم معاملة مثل هذه من قبل؟ هل تهون عليه حياته وسعادته وكرامته كأنها لا شيء؟!
واجتاحه غضب يائس عصف بتردده ونثره في الهواء.
Halaman tidak diketahui