229

Harafish

الحرافيش

Genre-genre

فقالت ساخرة: فلننتظر المصير. - أصبح الآن يتعامل معي فثمة أمل! - تتصور أن تخطفه من حضن أمه المغلي بالحقد! - إنه لم يعرف بعد أن في الدنيا طربا وسرورا! - الأفعى مغروسة في أعماقه.

فنفخ متجهما. وساد الصمت إلا من هسيس الخواطر الدامية. وترامى من الحارة صياح غلمان، وتتابع نقر فوق خصاص المشربية فتمتمت رئيفة: رجع المطر.

تسلى بفحص الجمرات في المدفأة بعود من الحديد، قال: يا له من برد!

فقالت مارقة من أفكاره: إنه لحلم. - ما هو؟ - ليس مستحيلا أن يغرى مثله بأمجاد الناجي! - عزيز؟! - أجل، إنه سن الأحلام، مثل أبيك المطارد!

رنا إليها بذهول. خافها بقدر ما أعجب بها. ولكنه قال بخمول: لا ثقة له في! - ولكنه يشحن إذا لم ير اليد التي تشحنه.

وتنهدت بعمق وهي تقول: ثم يحذر وحيد في الوقت المناسب!

ما جدوى ذلك كله؟ إنه يشعر أحيانا بالضجر، ولكن طاب له أن يتسلى بحلم يقظته الدامي.

49

اصطحبه معه إلى مجالس الرجال بحجة تقديمه إلى العملاء، فلم تستطع عزيزة أن تمانع. ودارت الجوزة ولكنه لم يدعه إليها قط. وقال له: إنها ضرورة في مجالس الرجال، ولكن تجنبها فهي لا تليق بك.

وتعرف عزيز بكثيرين. أسعده أنهم يحفظون لأبيه خالص الود وجميل الذكرى. وتتلاحق الأقوال: لم نعرف له نظيرا في أمانته ودقته. - الأخلاق في المرتبة الأولى، ثم تجيء التجارة. - كان في التجارة كما كان جده في الفتونة! - وا حسرتاه على عهد الناجي وأمجاده! - سيجيء يوما من يعيد العهد إلى عرشه.

Halaman tidak diketahui