فهرب في الصمت فقالت وهي تثمل بنشوة طارئة: من ناحيتي لم أتنكر!
ظل صامتا فواصلت بانفعال شديد: لا تصمت، لماذا جئت؟
فقال متهالكا: لقد قلت. - أعني قولك الأخير.
فقال بنبرة اعتراف: تكلمت أكثر مما يجوز.
فهتفت وهي تفقد الوعي: ما الذي يجوز؟! ما الذي لا يجوز؟! لماذا جئت؟! إنك ما جئت إلا لتقول ذلك.
فقال وهو يتدهور أكثر فأكثر: في البدء كانت اللعنة، والآن الجنون.
فبعث جمالها جارفا الأسى وقالت: اسمعني بصراحة ووضوح. - إنك تدركين كل شيء. - لا أهمية لذلك. أسمعني صوتك.
فرنا إليها بنظرة هشة تسيل اعترافا. بعثت النظرة في أوتارها عزف النغم فتوهج جمالها كالشعاع، واكتسى بحلة الظفر المبهرجة: إذن لم يكن أنت الذي قال لا.
فقال بأسى: شخص في قالها. - ثمة شخص آخر، ماذا يقول؟
قال بجدية بالغة: كنت أحبك، ما زلت أحبك، ولكن علينا أن نفكر طويلا.
Halaman tidak diketahui