فقال سليمان: فلتحل اللعنة بمن يستحقها.
وبغتة غادر خضر البهو ، فصاح به سليمان: ارجع يا ولد!
ولكنه اختفى، فصاح بكر: ألا ترى أنه يهرب يا أبي؟
فصرخ سليمان وهو ينهض: ها أنت تعترف يا مجرم!
ولكنه لم يرجع ولم يلحق به أحد.
23
جرت فضيحة آل سليمان الناجي على كل لسان. وترحم الحرافيش على عهد الناجي القديم، واعتبروا ما نزل بسليمان وابنيه جزاء عادلا على انحرافه وخيانته. قالوا إن عاشور كان وليا، أيده الله بالحلم والنجاة، وأكرمه حيا وميتا. أما الكارهون فقالوا إنها ذرية داعرة متسلسلة من أصل داعر لم يكن إلا لصا فاسقا.
واجه سليمان ذلك بوحشية غيرت من شخصيته للمرة الثانية، فكان يشق الحارة بجسمه العملاق وبدانته الآخذة في التمادي، متربصا لأي هفوة حتى خافه أقرب المقربين إليه، ولم يعد منظره ينسجم مع الفتونة؛ فهو يترهل ويعلوه الخمول ويغرق في الإدمان والترف. وانتفخت كرشه وتدلت عجيزته، ومن إفراطه في الطعام كان يغلبه النوم وهو متربع على أريكته في القهوة.
24
وذات صباح وقف سليمان الناجي يحادث سعيد الفقي شيخ الحارة وسط وحل تكدس في جنبات الحارة من أثر مطر انهل شطرا من الليل. وكان سعيد الفقي يقول له: إن الله يمتحن من عباده المؤمنين.
Halaman tidak diketahui