Hakikat: Pengenalan Ringkas Sangat
الحقيقة: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
للأسف ليست هذه حجة مقنعة تدحض احتمالية أن تكون أنت دماغا في وعاء. بادئ ذي بدء، يمكن أن تكون نظم المحاكاة في المستقبل البعيد جدا، في زمن يناهز في بعده عن زمننا الحاضر بعد زمننا عن العصر الحجري؛ فأجهزة الكمبيوتر في ذلك الوقت قد تتمكن من معالجة «الانفجار التوافقي» الذي يتسبب فيه الاضطرار للمحاكاة استجابة لاختيار العميل. أو ربما، وهذه هي النقطة الثانية، لا تكون مثل هذه الموارد الحسابية الضخمة ضرورية. إن دماغنا معقد للغاية، ولكن قدرته الحسابية ليست بهذه الضخامة. وتتراوح التقديرات ما بين مائة تيرافلوب (واحد تيرافلوب يساوي 10
12
عملية في الثانية) وألف ضعف؛ أي مائة بيتافلوب. تم تركيب أول كمبيوتر فائق، إيه إس سي آي بيربل، يتمتع بذروة أداء نظرية تبلغ مائة تيرافلوب عام 2005. أما الكمبيوتر الفائق رقم واحد في الوقت الحالي، كراي جاجوار، فيتمتع بقدرة قصوى تبلغ 1,75 بيتافلوب. فإذا كان قانون مور الذي يتنبأ بمضاعفة القدرة الحسابية كل سنتين لا يزال ساريا، فسوف نحصل على قدرة حسابية تبلغ مائة بيتافلوب في غضون عقد واحد أو أكثر قليلا. مثل هذا الكمبيوتر سيمتلك المصادر اللازمة لإنتاج عالم محاكى مقنع؛ لسبب بسيط هو أن عقولنا التي تتمتع بالقدرة الحسابية نفسها تفعل ذلك كل ليلة عندما نحلم. وبما أن محاكاة «الوقت المناسب» يبدو أنها لا تمثل مشكلة كبيرة لأدمغتنا، فمن المفترض أن نستطيع التغلب على الصعوبات التي سينطوي عليها الأمر.
هل هناك أي طريقة للتخلص من الشك المؤرق في أننا أدمغة منشطة اصطناعيا ومضللة من قبل عوالم محاكاة مولدة بالكمبيوتر؟ إذا ثبتت صحة هذا الشك، فإنه يجب أن يثير أعصابنا حقا. فماذا نعرف عن المعايير الأخلاقية الخاصة بالعلماء المتحكمين في أدمغتنا؟ هل يضعون مصلحتنا نصب أعينهم؟ وإذا لم يكن الوضع كذلك، فكيف نعرف أن العالم المحاكى لن يصبح فجأة غير مترابط (ربما بسبب خطأ في برنامج المحاكاة) أو، الأسوأ من ذلك، يصبح مرعبا (لأن عالما شريرا وضع دماغنا في فيلم الرعب المفضل لديه)؟ بل، هل نحن على يقين أساسا أن هناك عالما في الجانب الآخر من أدمغتنا؟ ربما يدير عملية المحاكاة كمبيوتر عملاق، وهذا الكمبيوتر إلى جانب الأدمغة ربما يكونون كل ما هو موجود في الكون.
لكن يبدو أن هناك خطأ ما في هذه الفكرة برمتها. لتعرف هذا الخطأ، تأمل أولا فكرة أن المعتقدات تشير إلى ما سببها. فإذا كنت أعتقد أن هناك موزة أمامي، فهناك سلسلة من الأسباب يمكن تعقبها من الفكرة التي تراود عقلي، عبر بعض النشاط العصبي في دماغي، وتنبيه الخلايا المستقبلة للضوء والموجودة في شبكية العين، والموجات الضوئية المنعكسة، إلى أن نصل إلى الموزة. وإذا لم يكن هناك سلسلة ملائمة من الأسباب مثل هذه، فليس هناك مرجع، حتى إن كان «يبدو» أن له وجودا. إذا كتبت في مذكرتي «جو» لأذكر نفسي بإرسال بطاقة معايدة لعيد ميلاده، فإن «جو» ترجع إلى صديقي جو؛ لأن هناك سلسلة سببية ترجع في النهاية إلى جو، كما هو الحال في مثال الموزة، ولكنني إذا أوقعت لوحة الحروف العشوائية، وصادف أن كون حرفان من الحروف التي وقعت على الأرض كلمة «جو»، فهذه الكلمة لا تشير إلى صديقي جو.
في عام 1923، ظهر وجه هنري ليدل، عميد كلية كنيسة المسيح بجامعة أكسفورد ووالد أليس (النموذج الواقعي للشخصية التي ابتكرها لويس كارول «أليس في بلاد العجائب»)، في الملاط الجاف للجدار الموجود تحت النافذة التذكارية المبنية من أجله في كاتدرائية كلية كنيسة المسيح. ورغم عدم وجود صور فوتوغرافية، تؤكد الروايات المعاصرة لنا أن «ذقن العميد وأنفه ورأسه، وكذلك الصلعة الموجودة في منتصف رأسه والشعر الأبيض المعقوص تحتها، ظاهرة بوضوح على الجدار.» إذا ما وضعنا في اعتبارنا عدم وجود سلسلة سببية تربط الرسوم الموجودة على الجدار بالعميد الراحل أكثر مما كان يربط حروف كلمة «جو» بالشخص الحقيقي، فإن هذه الرسوم لا تمثل هنري ليدل، على الرغم من أنها قد تبدو ممثلة له.
شكل 1-3: «داوسون ديلي نيوز» تجري تحقيقا عن الظهور الغامض لصورة العميد ليدل على جدار كاتدرائية كلية كنيسة المسيح.
والآن افترض أن العالم المحاكى المجهز لدماغ معين أعطاه الاعتقاد بأنه ماثل أمام تاج محل، فإلام تشير فكرته عن تاج محل؟ بالتأكيد هي لا تشير للمبنى؛ لأن هذا المبنى غير موجود في الكون كله. (تذكر أن لدينا كونا يقتصر على الأدمغة المعبأة في برطمانات، والكمبيوتر الذي يدير العرض كله، ولا شيء خلاف ذلك.) بما أن المعتقدات تشير إلى ما سببها، وبما أن هذا المعتقد تسبب فيه جزء من الكود مضمن في العالم المحاكى الذي وفره الكمبيوتر العملاق، إذن ففكرة تاج محل تشير إلى جزء من كود حاسوبي! ولهذا تبعات مفاجئة إلى حد ما تتلخص في أن معظم معتقدات هذا الدماغ في واقعية في حقيقة الأمر. فإذا اعتقد الدماغ أن تاج محل بناه شاه جهان، فإنه يعتقد أن تاج محل (جزء من الكود) مرتبط بشاه جهان (جزء آخر من الكود) على نحو معين، وهذا هو ما عليه الأمر في الواقع؛ لأنهما مرتبطان بهذه الطريقة في الكود المؤسس للعالم المحاكى. بالمثل، إذا اعتقد الدماغ، بناء على العالم المحاكى المتوفر، «أنني ماثل أمام تاج محل»، فإنه ليس مضللا، رغم عدم وجود أي شخص وعدم وجود تاج محل في الأساس. ويرجع هذا إلى أنه، على الرغم من أن فكرتنا عن «الجسم» وفكرتنا عن «تاج محل» لا تشير إلى شيء موجود في الكون، فإن هناك شيئا ترجع إليه أفكار الدماغ. إن ما يسبب فكرتنا بخصوص تاج محل لا يوجد في هذا الكون، ولكن ما يسبب فكرة الأدمغة؛ ومن ثم ما ترجع إليه الفكرة، موجود بالفعل.
دعونا نفرق بين ما تشير إليه أفكار الدماغ (أي أجزاء الكود الحاسوبي) بكتابته بين علامتي تنصيص، بحيث إننا عندما نقول تاج محل فإننا نشير إلى فكرتنا عن تاج محل، أما عندما نقول «تاج محل» فإننا نعني فكرة الأدمغة عن تاج محل.
والآن افترض أنك مجرد دماغ في الكون الموصوف توا. إذا كنت دماغا في عالم محاكى، فإن فكرتك عن «الدماغ» لا تشير إلى دماغ (وإنما تشير إلى «دماغ»)، وفكرتك عن «العالم المحاكى» لا تشير إلى عالم محاكى (وإنما إلى «عالم محاكى»). ولكن إذا كان اعتقادك أنك دماغ في عالم محاكى لا يشير إلى دماغ، إذن فهذا الاعتقاد خطأ، بقدر ما يعتبر اعتقادك أن اليتي (الإنسان الجليدي المقيت) نباتي اعتقادا خاطئا إذا لم يكن يشير إلى اليتي (على سبيل المثال، إذا لم يكن هناك وجود ليتي). وهكذا إذا كنت دماغا في عالم محاكى، إذن فاعتقادك أنك دماغ في عالم محاكى هو اعتقاد خطأ.
Halaman tidak diketahui