Haqeeqat-ul-Tawheed
حقيقة التوحيد
Penerbit
دار سوزلر للطباعة والنشر
Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٩٨٨م
Genre-genre
ينوره دَوْمًا والعشق الإلهي يَسُوقهُ ويدفعه دَوْمًا إِلَى معرفَة الله تَعَالَى ذَلِك الْعِشْق المنبعث من تضَاعف الشوق الْمُتَوَلد من تضَاعف الرَّغْبَة الناشئة من تضَاعف الميلان المغروز فِي الْفطْرَة فالانجذاب والجذبة المغروز فِي الْفطْرَة لَيْسَ إِلَّا من جاذب حَقِيقِيّ
وَبعد مَا تبين لَك هَذِه النكات أمعن فِي الوجدان لترى كَيفَ أَنه برهَان مُودع فِي نفس كل إِنْسَان يثبت التَّوْحِيد ولتشاهد أَيْضا أَن قلب الْإِنْسَان مِثْلَمَا ينشر الْحَيَاة إِلَى أرجاء الْجَسَد فالعقدة الحياتية فِيهِ وَهِي معرفَة الله تنشر الْحَيَاة إِلَى آمال الْإِنْسَان وميوله المتشعبة فِي مواهبه واستعداداته غير المحدودة كل بِمَا يلائمه فتقطر فِيهَا اللَّذَّة والنشوة وتزيدها قيمَة وأهمية بل تبسطها وتصقلها فَهَذِهِ هِيَ نقطة الاستمداد
والمعرفة الإلهية هَذِه نَفسهَا هِيَ نقطة استناد للْإنْسَان أَمَام تقلبات الْحَيَاة ودواماتها وأمام تزاحم المصائب والنكبات وتواليها عَلَيْهِ إِذْ الْإِنْسَان إِن لم يعْتَقد بالخالق الْحَكِيم الَّذِي كل أمره نظام وَحِكْمَة وَأسْندَ الْأُمُور والحوادث إِلَى المصادفات العمياء وركن إِلَى مَا يملكهُ من قُوَّة هزيلة لَا تقاوم شَيْئا من المصائب فَإِنَّهُ سينهار
1 / 176