115

Haqeeqat-ul-Tawheed

حقيقة التوحيد

Penerbit

دار سوزلر للطباعة والنشر

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٩٨٨م

Genre-genre

والآن وَفِي ضوء مَا سبق تَأمل مكانة الرَّسُول الْكَرِيم ﷺ الَّذِي تنَاول الْكَلَام الْمُقَدّس ورشفه من المنبع الأقدس واستوعب أنواره بِالْوَحْي الإلهي بكامل جدته وطراوته ولطافته مَعَ مَا فطر عَلَيْهِ من استعداد كَامِل فالأنوار والفيوضات الكامنة فِي تَسْبِيحَة وَاحِدَة مِنْهُ ﷺ هِيَ خير وأعم من جَمِيع الْأَنْوَار الَّتِي تملأ أرجاء عبَادَة سنة كَامِلَة عِنْد غَيره قس على هَذَا المنوال كي تعلم كم بلغ رَسُولنَا الحبيب ﷺ من دَرَجَات الْكَمَال الَّتِي لَا حد لَهَا وَلَا نِهَايَة الدَّلِيل الثَّالِث إِن الْإِنْسَان يمثل أعظم مقصد من الْمَقَاصِد الإلهية فِي الْكَوْن وَهُوَ المؤهل لإدراك الْخطاب الرباني وَقد اخْتَارَهُ سُبْحَانَهُ من بَين مخلوقاته وَاصْطفى من بَين الْإِنْسَان المكرم من هُوَ أكمل وَأفضل وَأعظم إِنْسَان بِأَعْمَالِهِ وآثاره الْكَامِلَة ليَكُون مَوضِع خطابه الْجَلِيل باسم النَّوْع الإنساني كَافَّة بل باسم الكائنات جَمِيعًا

1 / 132