281

وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا أراد أن ينام جعل يده اليمنى تحت خده ثم قال: ((اللهم باسمك وضعت جنبي وبك أرفعه، اللهم إن أمسكت روحي فاغفر لي وارحمني برحمتك، وإن أطلقته فاحفظني بما تحفظ به الصالحين))، فهل خاف النبيء صلى الله عليه وآله وسلم أن يمسك الله روحه قبل وقت إمساكه؟ أو جهل هذا الحد الذي حده المطرفية؟ فصح أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوقع الموت في ليله ونهاره. وقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من كان يؤمل أن يعيش غدا فإنه يؤمل أن يعيش أبدا، ومن كان يؤمل أن يعيش أبدا يقس قلبه)). وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل)). ومن طول الأمل أن يقول القائل: إن الله لا يريد له موتا حتى يعمر مائة وعشرين سنة، وقد قال تعالى لنبيئه صلى الله عليه وآله وسلم: {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}[الحجر:98،99] واليقين هاهنا هو الموت. والأمة مجمعة على أن النبيء صلى الله عليه وآله وسلم مات بقضاء الله وقدره، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((معترك منايا أمتي ما بين الستين إلى السبعين )). وقد قال الله تعالى: {نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين ، على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون}[الواقعة:60،61].

Halaman 354