الملك (منفردا) :
قتل الأخ ما أشقه على النفس. أود لو أصلي وأستغفر ربي لكنني لا أستطيع. غلب إثمي على رغبتي في التوبة، ألا توجد في رحمة السماء مياه كافية لتطهر يدي مما علق بها من دم أخي؟ ما معنى الرحمة إذا لم تملك الوقوف في وجه الحقيقة، فتردنا عن الشر إن نوينا، وتقيلنا منه إن عثرنا؟ ... أي الأدعية يتقبله الله في مثل حالتي؟ أيعتد سبحانه بتوبتي وأنا مصر على جريرتي؟ محتفظ بتاجي وامرأتي، وهما سلبي من أخي؟ في هذا العالم الفاسد قد يتقى العدل بزخرف القول، ويستخدم ما نهب في الكفارة عن ذنب الذي نهب، أما بين يدي الله فلا تجدي الحيلة ولا المغالطة، ولا يلقى الإنسان إلا صريح عمله. ويلي من شقي ... سأحاول أن أتوب، أيتها الملائكة أعينيني. يا ركبتي العصيتين، اجثوا لينتين أمام جلال الله، ويا قلبي المقدود من الفولاذ كن طريا كقلب الطفل الوليد، عندئذ تستقيم الحال أو تؤذن بالصلاح (يجثو) .
هملت :
أراه هنا. ما أجدرني بطعنه الآن، لكنه يصلي، أيرسل أبي إلى جهنم باغتياله إياه لا مصليا، ولا مستغفرا، وأقتله أنا حين سجوده لديه، فأرسله إلى النعيم؟ لأذره إلى حين أضربه فيه وهو مخمور، منهمك في الفسق والفجور (يقف الملك وينصرف، ولدى وقوفه يتوارى «هملت» وتدخل الملكة مع «بولونيوس») .
بولونيوس :
هذا موعد مجيئه، ولا تدعي أن تعنفيه على بدواته، وأن تبلغيه بأنه لولاك لحل به مكروه شديد من غضب الملك. سأتوارى هنا.
الملكة :
لا تخف سأفعل ما تشير به. عجل، فإني أسمعه قادما وسأفعل ما يجب. (يدخل هملت.)
هملت :
ما خطبك يا والدتي؟
Halaman tidak diketahui