417

Hamayan Zad

هميان الزاد إلى دار المعاد

Wilayah-wilayah
Algeria

" كانت عند عبد الله بن رواحة أمة سوداء فغضب عليها يوما فلطمها، ثم فزع فأتى النبى صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال " وما هى يا عبد الله؟ " فقال هى تشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وتصوم رمضان وتحسن الوضوء، وتصلى. فقال " هذه أمة مؤمنة " قال عبد الله والذى بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجها، ففعل، فطعن عليه ناس من المسلمين، فقالوا أتنكح أمة وعرضوا عليه حرة مشركة، فأنزل الله هذه الآية "

، والواو للحال، وصاحب الحال ضمير مشركة أو منعوتة المحذوف، أى امرأة وهى معجبة، أى حال كونها معجبة لكم فيفهم بالأولى، حكم ما إذا لم تعجبهم وليس كما قيل إن معنى الحال فى مثل العطف على حال محذوف، أى لم تعجبكم ولو أعجبتكم، بل هذا وجه آخر تكون الواو فيه عاطفة. قال السعد وأما الواو الداخلة على الشرط المدلول على جوابه بما قبله من الكلام، وذلك إذا كان ضد الشرط لمذكور أولى باللزوم لذلك الكلام السابق الذى هو كالعوض عن الجزاء من ذلك الشرط، كقوله أكرمه وإن شتمنى، واطلبوا العلم ولو بالصين، فذهب صاحب الكشاف إلى أنها للحال، والعامل فيها ما تقدم من الكلام، وعليه الجمهور، وقال الجيزى إنها للعطف على محذوف هو ضد الشرط المذكور، أى أكرمه إن لم يشتمنى وإن شتمنى، واطلبوا العلم لو لم يكن بالصين ولو كان بالصين، وقال بعض المحققين من النحاة إنها اعتراضية، ويعنى بالجملة الاعتراضية ما يتوسط بين أجزاء الكلام متعلقا به معنى مستأنفا لفظا على طريق الالتفات كقوله فأنت طلاق والطلاق إليه، وقوله

نرى كل من فيها وحاشاك فانيا

وقد تجئ بعد تمام الكلام كقوله صلى الله عليه وسلم

" أنا سيد ولد آدم ولا فخر ".

{ ولا تنكحوا المشركين } ولو كتابيين. { حتى يؤمنوا } وتنكحوا بضم التاء من أنكح أى لا تصيروا المشركين أزواجا للمؤمنات، أى لا تزوجوهم المؤمنات يا أولياؤهن وساداتهن وكل من يلون تزويجها من النساء ولو بوكالة، ولا تزوج البالغة نفسها فضلا عن أن يقال إن الذكور غلبوا فى الآية على الإناث، وإن المعنى لا يزوج الأولياء الصغار من الإناث، ولا تزوج البالغات أنفسهن بالمشركين، لأن المرأة لا تزوج نفسها، بل وليها أو من يقوم مقامه بوكالة، وإن لم يكن أو غاب فنحو إمام أو من توكل، إلا أن يراد لا ترضى ولا تدخل فى ذلك بإجازة أو كلام، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم

" لا نكاح إلا بولى ".

{ ولعبد مؤمن خير من مشرك } حر شريف ذى مال وجمال. { ولو أعجبكم } ذلك المشرك بشرفه وماله وحريته، ويجوز أن يكون المراد بالأمة المؤمنة المرأة المؤمنة حرة أو أمة، وبالعبد المؤمن الرجل المؤمن حرا أو عبدا، لأن الناس كلهم عبيدا لله، وإماء له، وأكد النهى عن المشركات، ورغب فى المؤمنات بتعليله بقوله { ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم } ، والنهى عن المشركين بتعليله، ورغب فى المؤمنين بقوله { ولعبد مؤمن خير من مشرك } ، والتعليلان معنويان، إذ ليس فى اللفظ أداة التعليل وأكد أيضا بالجملة الإسمية ولام الابتداء فى الموضعين، وزاد تعليلا جمليا مؤكدا مستأنفا لذلك كله بقوله { أولئك يدعون إلى النار } أى المشركين والمشركات يدعون إلى النار، أى إلى ما يؤدى إليها وهو الشرك والذنوب، فكيف تليق موالاتهم ومصاهرتهم.

وإنما فسر الدعاء إلى النار بالدعاء إلى موجبها، لأن المشرك لا يدعو إلى حقيقة النار، ولأنه قد لا يؤمن بها فكيف يدعو إليها. { والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه } أى وأولياء الله المؤمنين والمؤمنات يدعون إلى الجنة والمغفرة بإذنه، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه تعظيما لشأنهم باستثمار أنما يدعو الله إليه هو نفس ما يدعو إليه المؤمنون، ودل على هذا المضاف ذكر مقابله فى قوله { أولئك يدعون إلى النار } ، بقرينة أن الكلام فى المقارنة بمن يليق ومن لا يليق، والمؤمن والمؤمنة هما اللائقان بالمقارنة بالنكاح، والمراد أيضا بالدعاء إلى الجنة والمغفرة الدعاء إلى ما يوجبها بمقتضى الوعد، والتفضل من الإيمان والعمل الصالح، وعدم الإصرار، فالمؤمن والمؤمنة هما الأحقان بالمصاهرة والمواصلة لدعائهما إلى ذلك، وأما المشركون فترائى نارهم عن الحرب فقط، وبإذنه متعلق بيدعو أو بالمغفرة، أى بإرادته وقضائه، أو بتوفيقه وتيسيره، وقرأ الحسن برفع المغفرة فهو مبتدأ وبإذنه خبر. { ويبين آياته } الحلال والحرام وغير ذلك. { للناس لعلهم يتذكرون } هذا تعليل، أى ليتذكروا أو ترجية أى دعاهم إلى الرجاء والطمع فى النجاة بأن يعملوا بحسب ما يذكرون به، فينجوا من النار، ويفوزوا بالجنة والمغفرة.

[2.222]

Halaman tidak diketahui