Hamayan Zad
هميان الزاد إلى دار المعاد
فذكر الحج ولم يذكر العمرة، وبقوله
ولله على الناس حج البيت
ولم يذكر العمرة، وأجابوا عن قوله تعالى { وأتموا الحج والعمرة } بأن الأمر بإتمام الشئ لا يستلزم وجوبه من أول مرة، بل وجوبه بعد الدخول فيه وهب أن الحج هو الواجب لكن لا مانع من عطف النفل على الواجب، كما تقول صم رمضان وستة من شوال، تأمره بفرض وتطوع، وكذا الجواب عن قوله { وأقيموا الحج والعمرة } فى قراءة، والصحيح وجوب العمرة لكثرة أدلة الوجوب، بل ضعفوا حديث جابر
" سئل صلى الله عليه وسلم عن العمرة أواجبة؟ قال " لا "
بأن فيه حجاج ابن أرطاه وزعموا أنه ليس ممن يقبل منه ما تفرد به لسوء حفظه وقلة مراعاته لما يحدث به، وكذا لا دليل على عدم الوجوب فى عدم ذكرها مع الحج فى قوله
ولله على الناس حج البيت
لأن عدم ذكرها معه فى آية واحدة لا يستلزم كونها واجبة، ولا فى حديث " بني الإسلام " لأن مفهوم العدد لا يفيد الحصر على الصحيح، ولأن عدم بناء الإسلام على خمس لا يستلزم عدم الوجوب، وكم واجب لم يذكر فى الخمس، لأنه إنما قصد نوعا عن الواجبات يذكر بناء الإسلام عليها لا استقصاء الواجبات ولا فى قراءة والعمرة لله بالرفع، لأن كون الشئ لله لا يستلزم كونه نفلا، ولو استؤنف به عن أسلوب الواجب قبله، ولاحتمال أن المعنى والعمرة واجبة لله، غير أنه ذكروا أن قراءها قصدوا بها بيان أن العمرة غير واجبة سماعا، منهم أو تلويحا منهم، فتكون قراءتهم مبينة على قولهم. والله أعلم. ومعنى تمام الحج والعمرة أن يتمهما بمناسكهما وحدودهما وسننهما قاله ابن عباس، وعنه إتمامهما قضاءا مناسكهما بما فيهما من دماء، وعنه
" أتموا الحج إلى عرفة والعمرة إلى البيت والحج عرفة والعمرة الطواف "
وعنه وعن على وابن مسعود إتمامهما من دويرة أهلك، وقال محمد حجة كوفية وعمرة كوفية أفضل، يشير إلى أن أتمامها إن تفرد لكل واحد منهما سفرا كما هو قول، وقال الثورى سفيان إتمامهما أن تخرج قاصدا لهما لوجه الله لا لرياء ولا لتجر ولا لغير ذلك، ويؤيد ذلك قوله لله، وقيل أن تكون النفقة حلالا، وينتهى عما نهى الله عنه، قال ابن زيد إتمامهما ألا تفسخهما إذا دخلت فيهما وفى الوضع، وقال بعض إتمامهما أن تخرج من بيتك لهما لا تزيد غيرهما لا تخرج لحاجة ولا لتجارة، فمن خرج لحج أو عمرة بنية قصد التجر فى الطريق أو فيهما أو بعد الفراغ منهما، فليس حجه وعمرته تامين، ولو أجزياه وإن عرض له بدون أن يقصده بخروجه فلا بأس لقوله تعالى
وابتغوا فضلا من ربكم
Halaman tidak diketahui