207

Hamayan Zad

هميان الزاد إلى دار المعاد

Genre-genre

" إن عبدالله بن صوريا وهو يهودى من أحبار فدك، لعنة الله، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن ينزل عليه؟ فقال جبريل. فقال ذاك عدونا عادانا مرارا وأشدها أنه نزل على نبينا أن بيت المقدس سيخربه بخت نصر، فبعثنا من يقتله فرآه يبال غلاما مسكينا، فدفعه جبريل وقال إن كان ربكم أمره بهلاككم فلا يسلطكم عليه، وإلا فيم تقتلونه؟ وقيل قال له إنه عدونا لأن الله أمره أن يجعل النبوة فينا فجعلها فى غيرنا "

هذا ما روى عن ابن عباس وروى أنه كان لعمر بن الخطاب رضى الله عنه أرض بأعلى المدينة، وكان ممره على مدارس اليهود، فكان يجلس إليهم ويسمع كلامهم، فقالوا يا عمر قد أحببناك وإنا لنطمع فيك، وقيل قالوا ما فى أصحاب محمد أحب إلينا منك، وإنا لنطمع فيك، فقال والله ما أحبكم لحبكم، وما أحبكم رغبة فيكم، ولا أسألكم لأنى شاك فى دينى، وإنما أدخل عليكم لأزداد بصيرة فى أمر محمد، وأرى آثاره فى كتابكم، ثم سألهم عن جبريل فقالوا ذاك عدونا يطلع محمدا على أسرارنا، وإذا جاء جاء بالحرب والسبى، وهو صاحب كل خسف وعذاب، وإن صاحبنا هو ميكائيل يجئ بالخصب والسلامة. فقال لهم وما منزلتهما من الله؟ قالوا أقرب منزلة جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، وميكائيل عدو لجبريل، وقال عمر لا. إن كان كما تقولون فما هما بعدوين ولأنتم أكفر من الحمير، ومن كان عدوا لأحدهما كان عدوا للآخر، ومن كان عدوا لهما كان عدوا لله، ثم رجع عمر فوجد جبريل قد نزل بقوله { قل من كان عدوا لجبريل.. } الآية. وقال صلى الله عليه وسلم

" لقد وافقك ربك يا عمر "

فقال عمر لقد رأيتنى بعد ذلك أصلب من الحجر فى دين الله، ومعنى أكفر من الحمير أغلق وأبهم، ومن شأن ذلك فى الجملة الكفر، ولو كان الحمار لا يكفر، وروى أنهم لما قالوا بالخصب والسلام، قال لهم أتعرفون جبريل وتنكرون محمدا صلى الله عليه وسلم أى لا يستقيم هذا لإقراركم أنه يأتيه بالوحى ، فقالوا نعم فقال أخبرونى عن منزلة جبريل وميكائيل من الله؟ فقالوا أقرب منزلة الخ وقيل لم يناظرهم بما ذكر ولكن لما قال لهم أتعرفون جبريل وتنكرون محمدا، صلى الله عليه وسلم، فارقهم ومضى إليه، صلى الله عليه وسلم، وروى أنهم لما قالوا إن جبريل عدونا من أهل السماء وفى رواية من الملائكة، وميكائيل ولينا قال لهم حدثونا عن وليكم هل عادى عدوكم أو تولاه؟ فإن كان يتولاه فلم عاديتم من يتولاه وليكم؟ وعن الكلبى أنهم قالوا إن جبريل عدونا فلو أن محمدا يزعم أن ميكائيل هو الذى يأتيه صدقناه، وأن جبريل عدو لمكائيل، فقال وإنى أشهد أن من كان عدوا لجبريل فإنه عدو لمكائيل، فنزلت الآية. وعن الحسن أن اليهود قالوا إن جبريل لا يأتينا إلا بالشتم والذم وإنما يفعل ذلك لعداوة بيننا وبينه. ومكائيل لين فنزلت الآية ونزل قوله

[2.98]

{ من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين } معناه المخلوق لله عز وجل مخالفة أمره ونهيه، كما أن المتعاديين كل يناقض الآخر فيما أراد مما تنافسا فيه، ويحتمل أن يراد من كان عدوا لأولياء الله فحذف المضاف، ويحتمل أن يراد من كان عدوا لملائكته، فذكر الله قبل تفخيما لا من عداوة الملائكة كقوله تعالى

فأن لله خمسه وللرسول

أى فإن للرسول على وجه، وقول

بعد الله وآياته

أى من بعد لم يات الله وقوله

Halaman tidak diketahui