Pembawa Persembahan
حاملات القرابين: عن اليونانية القديمة
Genre-genre
بأربعة أعوام. ومنذ ذلك التاريخ حتى وفاته في سنة 456ق.م. كان هو الشاعر التراجيدي الأول لعصره.
بوسعنا أن نخمن، نظرا لغياب الأدلة المادية، على أن هذا الفن، كما تلقاه ذلك الشاعر، كان يتألف من أغاني الكوروس فحسب، يتخللها بعض السرد مع حوار قصير بين قائد الكوروس وشخص يمثله ممثل واحد أدخله نبوغ ثيسبيس. لم تكن هناك خطة بالمعنى الذي عرف فيما بعد، ولا تقدم حقيقي في الفعل الدرامي، ولا تصوير للشخصيات. وكان الفن، كما تركه، قد بلغ ذروة إمكانيات التعبير الأصلي. أخذ أيسخولوس أساطيره ومادة قصصه من هوميروس وهسيود
Hesiod
ومن الشعراء الدوريين، ومن الأشعار الشجوية والرجز والشعر الغنائي، ولا سيما شعر ستيسيخوروس
Stesichorus ، ومن كتب الحكم القديمة، ومن كتاب النثر القدامى والمعاصرين، الذين تناولوا الأساطير الموروثة في كتاباتهم؛ أخذها أيسخولوس ونفخ فيها نفسا من روحه، ووجد فيها تعبيرا لأفكاره الشخصية عن الأمور البشرية والإلهية. ويرجع الفضل في تحويل أشخاص عصر البطولة إلى شخصيات درامية زاخرة بالإرادة والعاطفة، تعمل بواعثها السهلة الفهم على حث العمل الدرامي ودفعه قدما إلى الأمام، إنها شخصيات، حتى ولو كانت فردية، فإنها لا تقل معاصرة لكل عصر؛ لأنها نموذجية في بشريتها العالمية، نقول يرجع الفضل في هذا إلى خيال ذلك الشاعر الخصب، وإحساساته الأخلاقية والدينية، وفكره البحاث المتأمل، أكثر مما يرجع إلى عقله وذكائه. وإن مقدرته على الإلمام بأفق أوسع، وتصوير أشخاص عائلات بأسرها أو شعوب بأكملها، لأعظم من قدرته على جعل أشخاصه الفرادى يتسمون بطابع الفردية. وإن متعته في الفرد لأقل من متعته في الأسرة أو في الجماعة القومية التي ينتمي الفرد إلى حظوظها. لا تجد موهبته الشعرية بصفته مواطنا أثينيا ذا صلة بالحياة في عصر من التطورات السياسية والاجتماعية المحمسة في وقت كان اتجاه إحساس الإنسان فيه إلى حريته الروحية أقل من اتجاهه إلى حريته السياسية، لا تجد تلك الموهبة تعبيرا إلا في فن - رغم حداثة خلقه - أرسل صوته مدويا أكثر من سائر الفنون الأخرى، يعبر عن غريزة عصره وقومه. كان ذلك الفن وحده هو الذي يملك القدرة على تصوير الروح الجماعية لحياة شعب حر لم يقم بدور مضاد في المجتمع الذي يصوره شاعر البطولة العظيم، الذي لا يزال قصصه عن الحرب والمغامرة يسيطر على إعجاب مجتمعات واسعة في وقت منافسة قصائد الشعراء المتجولين. وإذا كانت الأساطير القديمة غامضة غموضا فظيعا منذ أول نشأتها في وقت الشفق، فقد هذبها هذا الشاعر في ضوء الروح الصافية للعقيدة المبنية على العقل والصلاح ... اكتشف أيسخولوس وجود مادة أخلاقية ودينية في أساطير قومه، فحولها إلى مسائل خاصة بمصائر البشر، أو إلى عدالة الآلهة: فيتألم بروميثيوس
1
وتتألم إيو
Io
2
أمام عيوننا، فنجد أنفسنا في الحال وجها لوجه أمام سؤال عما إذا كان سيد أوليمبوس
Halaman tidak diketahui