سأله جونزاليس: «هل من مشكلة؟» «إنهم آتون لإلقاء نظرة وحسب؛ فهم لا يكترثون بالطائرات الأجنبية.» ثم أشار إلى الرسالة التي يعرضها جهاز الإرسال/الاستقبال على الشاشات الرئيسية:
هذه رحلة طيران دولية غير عسكرية.
لديها الحق في العبور بموجب قرار الأمم المتحدة لعام 2020.
كان من شأن الجهاز أن يكرر إرسال الرسالة إلى أن يدخلا المجال الجوي التايلاندي.
أضاءت شاشة كمبيوتر الرحلة بضوء أحمر وظهرت عليها الكلمات التالية: «تحذير من الاصطدام.» ودوى صوت بوق مرتفع ملأ الحيز الداخلي للطائرة. قال الطيار: «اللعنة، لقد أطلقوا صواريخهم!» أصدرت محركات الطائرة صوتا مرتفعا بينما تولى كمبيوتر الطائرة السيطرة، وأمسك الطيار مقود الطائرة بإحكام، ليس بغرض التوجيه وإنما كان متشبثا به وحسب.
شعر جونزاليس بحزام الأمان يضغط على جسده بينما أخذت الطائرة تدور حول نفسها وتنخفض وتلتف في حركة لولبية ثم ترتفع مجددا، وكأنها سمكة معدنية ذكية تحاول الإفلات من حراب نارية. دوت انفجارات في الظلام، وظهرت دفقات سريعة فوضوية من ألسنة اللهب متبوعة على الفور بأصوات مدوية وموجات صدمة زلزلت الطائرة وهي تسلك مسارها الفوضوي خلال عتمة الليل.
بعد ذلك ظهرت طائرة، تشتعل بفعل النيران التي تغمرها، وقد بدت قائدتها وكأنها رسم تخطيطي مشتعل يرفع يديه إلى السماء في اللحظة التي سبقت انفجار الطائرة وقائدتها بفعل ألسنة اللهب.
مضت رحلتهما هادئة وسلسة، وعاد التحكم إلى مقود الطيار. التمعت عينا جونزاليس بينما عادت ظلمة الليل من جديد. سمع صوت كمبيوتر الطائرة يقول: «تم تجنب الاصطدام. الوقت المنقضي في منطقة الخطر ست ثوان وتسعة وثمانون جزءا من الثانية.»
قال جونزاليس: «ما هذا بحق الجحيم؟ ما الذي حدث؟»
قال الطيار: «ذلك اللعين.»
Halaman tidak diketahui